وحكى الذهبي(1) في ترجمته أنه هجم عليه بيته مرتين لطلب بعض الطالبيين أيام اختفائه. فهذا هو المعلوم من أحوال أولئك الأئمة -رضوان الله عليهم- وهم الذين عليهم اعتماد أكثر أهل الأمصار، وغلبت مذاهبهم على معظم الأقطار، فإن كنتم بأولئك مقتدين وبهديهم الحسن في عترة نبيهم مهتدين فأنا أدعوكم أولا إلى تقوى الله عز وجل حق تقاته[24/ب] وإلى الإعتصام بحبله، وعدم التفرق في الدين الذي أشار إلى الأمر به، ونهى عن خلافة رب العالمين حيث يقول عز وجل: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم}[آل عمران:102-105].
واعلموا أن الأمر بتقوى الله لا يكبر عن أن يؤمر بها كبير ولا يصغر عن أن يأمر بها صغير، وقال سبحانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم}[التوبة:71].
Shafi 65