فإن كتابكم الكريم بما أنتم عليه وأهل جهتكم المباركة إن شاء الله من خالص المحبة وصادق المودة والإتباع لنا أهل البيت والإعتزاء إلى إمام الحق، والإنتساب إليه والتعويل بعد الله في الأمور عليه، وما كان من صنوكم السلطان الأمجد فخر الدين: عبد الله بن عمر من الإشتغال بخويصة النفس والتجرد عن التكاليف، والتوجه لحج بيت الله الحرام ومشاعره العظام بعد أن قلدكم العهدة، واختاركم لتحمل ما عنده، وقبولكم ذلك عنه إن شاء الله في صلاح العباد وعمارة البلاد، والنهي عن الفساد في الأرض، والله لا يحب الفساد، والإنفاذ للأحكام الشرعية، والحث على السبل المرضية، والإهتداء بهدي سيد البرية، وأعانه الله على ذلك وسلوك الناس منه أحمد المسالك، وانحسام أطماع المفسدين، وانكفاف أكف المعتدين. وقفنا عليه وأحطنا بما أشرتم عليه فزادنا ثقة بما كان بلغنا عنكم من توطين النفس وقوة العزم(1) على إيثار الصدق واتباع الحق والإعتراف بحق الإمامة التي يقول فيها -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم-: ((من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية))(2).
وعنها وبها تتأدى فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي يقول عز وجل فيها: [21/ب]{ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}[آل عمران:10].
ويقول نبيه -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيسومونكم سوء العذاب ثم يدعوا خياركم فلا يستجاب لهم حتى إذا بلغ الكتاب أجله كان الله هو المنتصر لنفسه ثم يقول: ما منعكم إذ رأيتموني أعصى أن لا تغضبوا لي)).
Shafi 55