ويقول -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ووسلم-: ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم-)).
وقد أحببنا التأكيد بهذا البلاغ وإهداء النصيحة التي هي آكد حقوق بعض المسلمين على بعض كما أشار إليه -صلى الله عليه وآله وسلم- في قوله: ((الدين النصحية)).
وقوله: ((تهادوا النصائح ولا تهادوا الأطباق)).
وقوله: ((ما أهدى المسلم ...)) الخبر إلى آخره.
ولا سيما في وجه هذا الشهر الكريم شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، والذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الخبر إلى آخره.
إنا لنقف معكم وفي أمركم على ما تحبون إما إخوانا وأنصارا وهو المأمول منكم إن شاء الله تعالى(1) ولا نقول الأخرى والعياذ بالله، وهو حسبنا وكفى(2)، [21/أ] ونعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}[يوسف:108].
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه(3) وسلم.
وله -عليه السلام- إلى السلطان بدر بن عمر بن بدر الكثيري وهو حينئذ نائب أخيه، وقد غاب في سفر الحج:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى.
السلطان الذي حسنت آثاره، وطاب خبره وأخباره، وصدقت في موالاة العترة الطاهرة دعواه، وخلص في اتباع الأئمة الهادين مسعاه، وكملت أوصافه المحمودة في مسمعه ومرآه: بدر(4) بن عمر بن بدر الكثيري زاده الله مما أولاه، وأصلح له أخراه وأولاه، وأهدى إليه من السلام أسناه، ومن الإكرام أهناه، ورحمة الله وبركاته وبعد:
Shafi 54