345

Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

Nau'ikan

قال * ع *: لأن الرجاء فيه باق، ويصح منه الندم والعزم على الترك، وقوله تعالى: { من قريب } ، إنما معناه: من قريب إلى وقت الذنب، ومدة الحياة كلها قريب، والمبادرة في الصحة أفضل، قلت: بل المبادرة واجبة.

وقوله تعالى: { وكان الله عليما } ، أي: بمن يتوب، وييسره هو سبحانه للتوبة { حكيما }: فيما ينفذه من ذلك، وفي تأخير من يؤخر حتى يهلك، ثم نفى بقوله تعالى: { وليست التوبة... } الآية: أن يدخل في حكم التائبين من حضره موته، وصار في حيز اليأس؛ كما كان فرعون حين صار في غمرة الماء، والغرق، فلم ينفعه ما أظهره من الإيمان؛ وبهذا قال ابن عباس وجماعة المفسرين.

قال * ع *: والعقيدة عندي في هذه الآيات: أن من تاب من قريب، فله حكم التائب، فيغلب الظن عليه؛ أنه ينعم ولا يعذب؛ هذا مذهب أبي المعالي وغيره.

وقال غيرهم: بل هو مغفور له قطعا لإخبار الله تعالى بذلك، وأبو المعالي يجعل تلك الأخبار ظواهر مشروطة بالمشيئة، ومن لم يتب حتى حضره الموت، فليس في حكم التائبين، فإن كان كافرا، فهو يخلد، وإن كان مؤمنا، فهو عاص في المشيئة، لكن يغلب الخوف عليه، ويقوى الظن في تعذيبه، ويقطع من جهة السمع؛ أن من هذه الصنيفة من يغفر الله تعالى له؛ تفضلا منه لا يعذبه.

وأعلم الله تعالى أيضا؛ أن الذين يموتون، وهم كفار؛ فلا مستعتب لهم، ولا توبة في الآخرة.

وقوله تعالى: { أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما }: إن كانت الإشارة إلى الذين يموتون، وهم كفار، فقط، فالعذاب عذاب خلود مؤبد، وإن كانت الإشارة إليهم وإلى من ينفذ عليه الوعيد ممن لا يتوب إلا مع حضور الموت، فهو في جهة هؤلاء عذاب لا خلود معه، { وأعتدنا } معناه: يسرناه وأحضرناه.

[4.19-21]

قوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها... } الآية: قال ابن عباس: كانوا في الجاهلية، إذا مات الرجل كان أولياؤه أحق بامرأته من أهلها، إن شاؤوا تزوجها أحدهم، وإن شاؤوا زوجوها من غيرهم، وإن شاؤوا منعوها الزواج، فنزلت الآية في ذلك.

وقال بعض المتأولين: معنى الآية: لا يحل لكم عضل النساء اللواتي أنتم أولياء لهن، وإمساكهن دون تزويج؛ حتى يمتن، فتورث أموالهن.

قال * ع *: فعلى هذا القول: فالموروث مالها، لا هي؛ وروي نحو هذا عن ابن عباس.

Shafi da ba'a sani ba