Jawahiril Hisan Cikin Tafsirin Alkur'ani
الجواهر الحسان في تفسير القرآن
Nau'ikan
، وحكى مكي؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" جاءني جبريل، فقال: اجعلها على مائتين وثمانين آية من البقرة ".
وقوله تعالى: { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله... } الآية، وعظ لجميع الناس، وأمر يخص كل إنسان.
* ت *: حدثني من أثق به؛ أنه جلس عند شيخ من الأفاضل يجود عليه القرآن، فقرئت عليه هذه الآية، فبكى عندها، ثم بكى، إلى أن فاضت نفسه، ومال، فحركوه، فإذا هو ميت رحمه الله ونفع به، يا هذا، من صحا عقله من سكر هواه، وجهله، احترق بنار الندم والخجل من مهابة نظر ربه، وتنكرت صورة حاله في عينه نفوس الأغبياء الجهال، غافلة عن العظمة والجلال، ولاهية عن أهوال المعاد والمآل، مشغولة برذائل الأفعال، وفضول القيل والقال، والاستنباط والاحتيال؛ لازدياد الأموال، ولا يعلمون أنها فتنة ووبال، وطول حساب وبلاء وبلبال، اغتنموا، يا ذوي البصائر نعمة الإمهال، واطرحوا خوادع الأماني، وكواذب الآمال، فكأن قد فجأتكم هواجم الآجال. انتهى من «الكلم الفارقية، في الحكم الحقيقية».
و { يوما }: نصب على المفعول، لا على الظرف، وجمهور العلماء على أن هذا اليوم المحذر منه هو يوم القيامة، والحساب والتوفية، وقال قوم: هو يوم الموت، والأول أصح، وهو يوم تنفطر لذكره القلوب، وفي هذه الآية نص على أن الثواب والعقاب متعلق بكسب الإنسان، وهذا رد على الجبرية.
[2.282]
وقوله تعالى: { يأيها الذين ءامنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه... } الآية.
قال ابن عباس: هذه الآية نزلت في السلم خاصة، قال: * ع *: معناه أن سلم أهل المدينة كان سبب الآية، ثم هي تتناول جميع المداينات؛ إجماعا، ووصفه الأجل ب { مسمى } - دليل على أن الجهالة لا تجوز، وقال جمهور العلماء: الأمر بالكتب ندب إلى حفظ الأموال، وإزالة الريب، وإذا كان الغريم تقيا، فما يضره الكتب، وإن كان غير ذلك، فالكتب ثقاف في دينه وحاجة صاحب الحق، قال بعضهم: إن أشهدت، فحزم، وإن ائتمنت، ففي حل وسعة.
* ع *: وهذا هو القول الصحيح، ثم علم تعالى أنه سيقع الائتمان، فقال: إن وقع ذلك،
فليؤد...
Shafi da ba'a sani ba