مشتق من القرائن لان الآيات منه يصدق بعضها بعضا ويشابه بعضها بعضا وهى قرائن على القولين هو بلا همز ايضا ونونه اصلية. وقال الزجاج هذا سهو والصحيح ان ترك الهمز فيه من باب التخفيف الخ. والعجب ان جميع اهل اللغة اجمعوا على ايران القران فى قرأ دون قرن. ومن ذلك اختلافهم فى اشتقاق اسم الجلالة قال المصنف فى مادة اله اله الاهة والوهة عبد عبادة ومنه لفظ الجلالة واختلف فيه على عشرين قولا ذكرتها فى المباسيط واصحها انه علم غير مشتق وأصله اله كفعال بمعنى مألوه اه فاذا كان اصح الاقولا انه علم غير مشتق فكيف يكون له اصل وهو اله كفعال بمعنى مفعول لان غير المشتق ليس له اصل فكان حقه ان يقول ومنه لفظ الجلالة اصله اله كفعال بمعنى مفعول واختلف فيه على عشرين قولا اصحها انه علم غير مشتق. وعبارة المصباح اصح وافصح ونصها اله يله من باب تعب الاهة بمعنى عبد عبادة والاله المعبود وهو الله ﷾ والجمع آلهة فالاله فعال بمعنى مفعول مثل كتاب بمعنى مكتوب وبساط بمعنى مبسوط واما الله فقيل غير مشتق من شئ بل هو علم لزمته الالف والام وقال سبيويه مشتق واصله اله قد خلت عليه الالف واللام فبقى الالاه ثم نقلت حركة الهمزة الى اللام وسقطت فبقى اللاه فاسكنت اللام الاولى وادغمت وفخم تعظيما لكنه يرقق مع كسر ما قبله واله ياله من باب تعب تحير واصله وله يوله اه. وقال المصف فى ليه لاه يليه ليها تستر وجوز سيبويه اشتقاق الجلالة منها اه فيكون لسيبويه فى هذا قولان وكان الاولى ان لا يختلفوا فى اسم الجلالة لكيلا يكون للسريان واليهود حجة ان يقولوا انه مأخوذ من كلامهم فانه بالسريانية الوهو وبالعبرانية ايلوهيم بصيغة الجمع ولاسيما ان ائمة اللغة صرحوا بان ايل من اسمآء الله تعالى عبرانية او سريانية وهذا الخلاف بين اهل اللغة قد يكون احيانا مفيدا كاشفا عن حقيقة وضع الالفاظ واحيانا ساترا له فيبعدون منه القريب ويركبون منه البسيط ومنشأ ذلك عدة اسباب. احدها حدة اذهانهم التى تفتح لهم ابوابا كثيرة لفهم المعنى. والثانى المنافسة والمباراة فيما بينهم فكل منهم كان يحاول اظهار براعته على قرنه ولو بالخروج عن جادة القصد اذ كان لكل منهم حزب يعضده ويؤيد قوله وهى عادة البشر من قدم الزمان. والثالث ان اكثر ما احتج به فى اثبات الالفاظ اللغوية انما هو اشعار العرب فكان الشاعر ينظم مثلا قصيدة ويأتى فيها بالفاظ يعرفها هو وقومه ومن كان يعرف حاله ويجهلها غيرهم فجآء من بعدهم ممن نقلوا عنهم وتأولوا كلامهم كتأويل الملاحن والالغاز وربما اعظموا ما لم يفهموه من كلامهم بنآء على ان الاعرابى اذا قويت فصاحته وسمت طبيعته تصرف وارتجل ما لم يسبقه احد قبله اليه كما فى المحكم قال فقد حكى عن روبة وابيه انهما كانا يرتجلان الفاظا لم يسمعاها ولا سبقا اليها. والرابع عدم اعجام الحروف حين كانت الكتابة العربية غير متقنة ولا محكمة بل هى الى عصرنا هذا مظنة للتحريف والتصحيف
1 / 46