عكس ما قاله صاحب اللسان. ثم قال فى مادة انى انى الشى انيا من باب رمى دنا وقرب وحضر الى ان قال وقد قالوا ان لك ان تفعل كذا اينا من باب باع بمعناه وهو مقلوب منه فجعل كلا من ان وانى مقلوبا ومقلوبا منه وقوله اولا ان يئين اينا مثل حان يحين حينا وزنا ومعنى قد اكده بقوله فى مادة حين وحانت الصلاة حينا بالفتح والكسر وحينونة دنا وقتها غير ان الجوهرى نص على ان الحين بالفتح الهلاك اما المصنف فذكر الحين بمعنى الهلاك غير منصوص على فتحه فاشتبه على صاحب الكليات فقال الحين الدهر او وقت منه يصلح لجمع الازمان والحين ايضا الهلاك. وعندى ان معنى الحين للهلاك من الحين الذى بمعنى المدة فهو على حد قولهم الاجل والنحب وحقيقة المعنى انقضى حينه. الخامس ان الامام السيوطى روى فى المزهر عن ابن دريد فى الجمهرة ما نصبه باب الحروف التى قلبت وزعم قوم من النحويين انها لغات وهذا القول خلاف على اهل اللغة ثم ذكر جبذ وجذب وما اطيبه وما ايطبه الخ من ان الخلاف واقع بين اهل اللغة انفسهم. السادس ان قولهم المقلوب ليس له مصدر وانما يرجع فيه الى مصدر الاصل المقلوب عنه غير متفق عليه فقد حكى الصغانى فى العباب التاشير التاريش على القلب وله نظائر. السابع ان ابن سيده قال فى مادة بلت بلته يبلته بلتا اى قطعة وزعم اهل اللغة انه مقلوب من بتله وليس كذلك لوجود المصدرين وفيه غرابة من وجهين احدهما انه اذا كان اهل اللغة قد حكموا به فكيف تسوغ تخطئتهم والثانى ان السيوطى نقل عن السخاوى قاعدة وجود المصدرين وهو مسبوق اليه فاوجه تخصيصه بذلك وبقى علينا ان نعرف هل من تكلم بجذب مثلا تكلم ايضا بجبذ ام كان استعمال كل واحد منهما مخصوصا بقبيلة دون غيرها وهل فى ذلك من كاثر ومكثور وفصيح وافصح وقس عليه سائر الالفاظ المقلوبة والمبدلة وساورد نبذة منها في النقد الثانى ان شاء الله.
ومن جملة الخلاف ايضا الاشتقاق وهو ادعى لشخذ الذهن واعمال الفكر واظهار البراعة فمن ذلك قول الامام الخفاجى فى شفآء الغليل الياس اسم نبى واسم جد للنبى ﷺ غير عربى وقيل عربى وزنه فعيال من الالس وهو الخديعة واختلاط العقل او افعال من رجال اليس اى شجاع لا يفر وقيل سمى بالياس ضد الرجآء ولامه للتعريف وهمزته على هذا همزة وصل. ومن ذلك اختلافهم فى اشتقاق القران قال الشاح فى تاج العروس روى عن الشافعى رضى الله عنه انه قرأ القران على اسماعيل بن قسطنطين وكان يقول القران اسم وليس بمهموز ولم يؤخذ من قرأت ولكنه اسم لكتاب الله مثل التوراة والانجيل وكان يهمز قرأت ولا يهمز القران. وقال ابو بكر بن مجاهد المقرى كان ابو عمر بن العلآء لا يهمز القرآن. وقال المحشى قال قوم منهم الاشعرى انه مشتق من قرنت الشئ بالشئ اذا ضممت احدهما الى الآخر وسمى به لقران السور والآيات والحروف فيه وقال الفراء هو
1 / 45