الإمام الصغاني ونص عبارته فى العباب ابن السكيت ايست منه آيس اياسا قنطت لغة فى يئست منه ايأس يأسا والاياس انقطاع الامل. ويظهر لى ان قوله والاياس انقطاع الامل تكرار الا ان يكون الاول يأسا بحذف الالف كما حكى الجوهرى غير ان النسخة التى نقلت منها قديمة فى غاية الصحة وعلى كل فقوله الاياس انقطاع الامل اثبات له انه مصدر. وقال الامام صاحب المصباح ايس ايسا من باب تعب وكسر المضارع لغة واسم الفاعل ليس على فعل وفاعل وبعضهم يقول هو مقلوب من يئس فجعل المصدر محركا واسم الفاعل ايس مثل تعب وآيس مثل آيل ثم قال فى يئس يئس من الثئ ييئس من باب تعب فهو يائس والشيء ميئوس منه على مفعول ومصدره اليأس ويجوز قلب الفعل دون المصدر فيقال ايس منه. وقال الجوهرى فى جبذجبنت الشيء مثل جنبته مقلوب منه فانكر عليه المصنف ذلك بقوله الجبذ الجذب وليس مقلوبه بل لغة صحيحة ووهم الجوهرى وغيره كالاجتباذاه. وعبارة الصغانى فى العباب جبذت الشئ مثل جذبته مقلوب منه وهى لغة تمميمة واجتبذت الشيء مثل اجتذبته والانجباذ مثل الانجذاب. وقال صاحب اللسان جبذ جبذا لغة فى جذب وفى الحديث جبذنى رجل من خلفى وظنه ابو عبيد مقلوبا منه قال ابن سيده وليس ذلك بشئ وقال ابن جنى ليس احدهما مقلوبا عن الآخر وذلك انهما يتصرفان جميعا تصرفا واحدا تقول جذب يجذب جذبا فهو جاذب وجبذ يجبذ جبذا فهو جابذ فان جعلت مع هذا احدهما اصلا لصاحبه فسد ذلك لانه لو فعلته لم يكن احدهما اسعد بهذه الحال من الآخر فاذا وقفت الحال بهما ولم توثر بالمزية احدهما وجب ان يتوازيا فيتساويا فان قصر احدهما عن تصرف صاحبه فلم يساوه فيه كان اوسعهما تصرفا اصلا لصاحبه قال وذلك نحو قولهم انى الشئ يأتى وان يئين فان مقلوب عن انى والدليل على ذلك وجودك مصدر انى يأنى انيا ولا تجد لان مصدرا كذا قال الاصمعى فاما الاين فليس من هذا فى شئ انما الاين الاعياء والتعب غير ان ابا زيد قد حكى مصدرا الان وهو الاين فان كان كذلك فهما اذا اصلان متساويان متساوقان انتهى. وهنا ملاحظة من عدة اوجه. احدها ان اهل الغرب مقتصرون على استعمال جبذ دون جذب. الثانى ان كلا منهما يرجع الى اصل يدل على القطع اعنى جذ وجب فان حقيقة معنى الجذب والجبذ تحويل الشئ عن موضعه جرا وفى الجر ايضا معنى القطع فهو دليل عى اصالة كلا الفعلين. الثالث ان قول ابن جنى كان اوسعهما تصرفا اصلا لصاحبه يستلزم معرفة الاوسع تصرفا لان اهل اللغة لا يصرحون بذلك فانهم يقولون مثلا انضب القوس انبضها. الرابع ان صاحب المصباح حكى فى مادة اين ان يئن اينا مثل حان يحين حينا وزنا ومعنى فهو آين وقد يستعمل على القلب فيقال انى يانى مثل سرى يسرى الى ان قال وان يئين اينا تعب فهو آين على فاعل ا، فجعل أن أصلا لاني وهو
1 / 44