قيل له: نعم، كذلك قال الله، وعسى واجب من الله، وهذه الآية نزلت في رجل من أصحاب النبي ^، وهو على ما بلغنا: أنه أبو لبابة، أشار بيده إلى حلقه، وقال ليهود بني قريظة، وحين استشاروه أن ينزلوا على حكم النبي ^، فقال: "إنه الذبح"، فرأى أنه قد خان الله ورسوله بهذه الكلمة، وربط نفسه بسارية المسجد، وندم وتاب، فأنزل الله فيه مع ندمه وتوبته: {خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم} فتاب الله عليه.
وقال: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}، وفي ذلك وغيره وفي المتخلفين الثلاثة حتى تاب الله عليهم بذلك؛ لأنه لا يغفر ذنبا بغير توبة، وإنما يغفر لمن تاب وآمن وعمل صالحا.
فإن قال: إنه يعذب العبد على قدر عمله ثم يخرجه من النار، كذلك قال كثير من الناس؟
Shafi 62