قيل له: لم يأت كتاب الله بذلك، ولا دليل لهم في القرآن على ما ادعوه، وفي القرآن ما يكذب قولهم، قال الله تعالى: {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه} يعنون: أنا عند الله بمنزلة الولد إن عذبنا الله فإنما يعذبنا بقدر ذنوبنا، قال الله لنبيه: {قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}، وقال في موضع آخر: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة}، وقال الله تكذيبا لقولهم: /45/ {قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون * بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}، فقد بين أن من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فهو مخلد في النار ما لم يلق الله تائبا منها.
وقال في المصرين من هذه الأمة: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا}، فساوى بينهم وبين أهل الكتاب في ذلك، ولا فرق في ذلك، فالقرآن يدل على أن كل من عمل سوءا أو سيئة ولم يتب منها فله ما قال الحكيم في كتابه، وقوله الحق، وهو صادق الوعد والوعيد.
فإن قال: فمن ظلم حبة أو قتل نفسا كمن قتل مائة نفس، وغصب أموالا كثيرة، كلاهما سواء؟
قيل له: كلاهما في حكم الذنب، والمجزي كل بعمله سواء، ولكل ضعف كما قال الله: {لكل ضعف ولكن لا تعلمون}، كذلك لأهل الجنة {ولكل درجات مما عملوا}، وليس الأمر كما قال من ذكرت شأنه، وقد بين الله أحكامه في كتابه ولا يختلف ذلك.
Shafi 63