قيل له: نعم، إن ربنا واسع المغفرة لمن تاب من كبائر الإثم والفواحش، ويكفر لمن اجتنب كبائر الإثم والفواحش ما لم يصر، وغافر أيضا اللمم عند التوبة، لأن معناه {إلا اللمم}، فهو قد قيل: ما ألم بالقلب من ذكر المعصية، {إن ربك واسع المغفرة} ما لم يفعله أو يعتقده.
مسألة: [في الجزاء]
- وسأل فقال: قال الله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها}؟
قيل له: نعم، كذلك قال: إنه يجزي بالحسنة /44/ عشر أمثالها وبالسيئة مثلها، والمثل: هو عقوبة مثلها، إلا أنه من عمل من حسنة وعمل من سيئة ثبت كله الإحسان والسيئات؛ لأنه قال: {إنما يتقبل الله من المتقين}، فمن اتقى المعاصي واتقى السيئات قبل إحسانه، ومن ركب المعاصي لم يقبل عمله، فإذا كان ذلك كذلك لم يقبل إحسان مع السيئة؛ لأنه لا يتقبل إلا من المتقين، وكيف يكون من المتقين من زنا وسرق وقذف وشرب الخمر، وأكل أموال اليتامى ظلما وأموال الناس بالإثم، ليس ذلك من المتقين ولا يقبل منه، كذلك دل الكتاب أن الله لا يتقبل إلا من المتقين.
فإن قال: قد قال الله: {خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم إن الله غفور رحيم}، وعسى من الله واجب؟
Shafi 61