وقد بينا تعذر الاتيان به على هاتين الطبقتين بما تقدم ، بما لا فائدة في إعادته ، فإذا ثبت ذلك وثبت أن جميع البشر لا يعدون الأقسام التي ذكرناها ، ثبت تعذره على جميع البشر ، وإذا ثبت تعذره على جميع البشر ثبت أنه معجز على ما بيناه .
على أنه إذا ثبت أنه قد تعذر على فصحاء العرب ، وهم الطبقة العالية في هذا الباب ، فتعذره على الطبقة التي هي دونهم ، وهم سائر الفصحاء مما لا شبهة فيه .
على أنه يمكننا أن نعرف تعذره على هؤلاء بمثل ما أمكن تعذره على العرب ، لأن الأزمنة كلها لم تخل ممن كان يعادي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويناوئ الاسلام ، إما إعتقادا ، أو تقربا إلى من كان يعتقد ذلك ، أو تكسبا به ، حتى استفرغوا في ذلك جهدهم ، واستنفدوا (¬1) وسعهم على ما تقدم طرف من ذكرهم .
Shafi 131