قيل لهم: طريق معرفتهم هو أنهم يعرفون الأخبار التي تتوافر عليهم . إن مثل (¬1) أهل العراق ومن نحا نحوهم ، وكذلك الفرس وأشباهم ، تقصر فصاحاتهم وبلاغاتهم في منثور الكلام ومنظومه عن فصاحة العرب من أهل البادية وبلاغاتهم . إذا عرفوا ذلك وعرفوا عجز العرب عن الاتيان بمثل القرءان بما نبينه عرفوا عجز من دونهم ، لأنه لا يجوز أن يعجز عن الشيء من يكون في الطبقة العليا من التمكن ، ولا يعجز عنه من يكون في الطبقة الدنيا ، فيحصل لهم العلم بهذا الاعتبار أن ما أتى به هذا الجاهل لا يصح أن يكون معارضا للقرآن ، وأن القرءان معجز . والحمد لله رب العالمين على ذلك .
- - -
Shafi 115