ثم يقال: (( لا يعجل العقاب )) ، لأن الإخبار بأنه لا يعجل العقاب إنما يحسن أن يكون توعدا مع المهل ، أو توعدا قبله ، أو بعد ذكر العفو . فأما مع الإخبار بنزول العذاب فإنه لا يحسن . لكن يد الخذلان تصرفه كيف شاءت ، ولهذا لم يذكر الله عزوجل ترك تعجيل العقاب إلا مع ذكر المهل أو العفو ، وهما كقوله تعالى: { وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا (58) } [البقرة] ، وكقوله: { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دآبة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } [النحل: 61] ، وكقوله: { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى } [فاطر: 45] ، وكقوله تعالى: { وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء . . . إلى قوله: إن ما توعدون لآت } [الأنعام: 133 - 134] .
وقول هذا الجاهل: (( ولهم الجزاء الأوفى يوم الثواب )) ، كلام مختل لأن جزاء المخرج (¬1) لا تعلق له الثواب .
ومن كلام هذا الجاهل بعد هذا الفصل: (( يا أيها الناس قد نسب أهل العراق إلى الشقاق والنفاق ، وفي الزعاق ، ويظهرون طاعتهم للخلاف ، وإن ربك هو أعلم بمن حاد عن طريقهم ، وهو أعلم بالمعتدين ، وأوفى للمهتدين )) .
Shafi 110