فقوله: (( شملتها الآثام ، وكثر فيها الإجرام )) ، تطويل لا يفيد آخره إلا ما أفاد أوله .
ولعل ظانا يظن أنه مثل قول الله عزوجل: { الذين طغوا في البلاد (11) فأكثروا فيها الفساد (12) } [الفجر] ، وليس ذلك كذلك ، لأن الطغيان هو مجاوزة الحد في الترفع والتكبر ، ومنه قوله تعالى: { إنا لما طغى الماء حملناكم في الجارية (11)} [الحاقة] ، والخنا والفساد ليسا من ذلك في شيء .
وهذا الجاهل أخذ هذا من قول الله تعالى: { وأحاطت به خطيئته } [البقرة: 81] ، فانظروا في حال الكلامين في جزالة اللفظ واختصاره ، مع أن فيها المعاني ، ليعلم أن ما بين الكلامين ما بين الثرى والثريا .
وقوله: (( إن ربك صب عليهم سوء العذاب )) . وقوله: (( الجزاء الأوفى )) ، كله من ألفاظ القرءان ، لأنه أفسد الوضع حين عقب (( صب عليهم سوء العذاب )) بقوله: (( إنه لا يعجل العقاب )) ، لأنه لا يحسن أن يقال: (( عذبهم )) .
Shafi 109