ولئن جاز أن ذلك معارضة ، فلم لا يكون معارضا لقول امرئ القيس:
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي (¬1)
بأن يقول:
تخال الوحش في طل أرضنا ... وفي بيتنا التفاح والعنب البالي
ولم لا يكون معارضا لقوله:
خليلي مرا بي على أم جندب ... لنقضي حاجات الفؤاد المعذب (¬2)
بأن يقول:
حبيبيا سيرا بي على أخت زينب ... لنقضي أوتار الفؤاد المعذب
ولم لا يكون معارضا لقول الكميت:
طربت وما شوقا إلى البيض أطرب ... ولا لعبا منى وذو الشيب يلعب (¬3)
بأن يقول:
لعبت وما ميلا إلى السمر ألعب ... وما لهوى مني وذو السن يطرب
أترى هذا الجاهل لم يعرف شيئا من نقائض جرير والفرزدق ، وما معارضات أمرئ القيس وعلقمة ؟ ولم يتصور كيف كانت تجري المعارضات بين العرب .
وما عندي أنه خفي عنه ذلك ، لكنه أراد أن يسخر بما أتاه من بعض الجهال أو الأغمار .
Shafi 106