وحسن الصبر زموا والجمالا
وابن المقفع أسوأ حالا من المتنبئ ، لأنه ليس لكلامه من الحسنات ما يوهب له السيئات . فتأملوا - رحمكم الله - كيف جاء إلى ألفاظ القرءان ، لأن { غضب الله عليهم } [المجادلة: 14] (¬1) من ألفاظ القرءان ، وأنه { خبير بما تعملون (13) } [المجادلة] من ألفاظ القرءان ، وكذلك قوله: (( أولئك لا يجدون وليا ولا هم ينصرون )) كله من ألفاظ القرءان ، إلا أنه حرف وغير وأفسد اللفظ ، وسلبه حسنه بتغيير النظم .
وكذلك قوله: (( ومنهم من يتخذ من دون الله أندادا رجما بالغيب أولئك وراءهم )) كل ذلك من ألفاظ القرآن . وليس له من الزيادة في هذا إلا قوله في أوله: (( يزعمون أن الشك في غير ما يفعلون )) ، وهذا كلام مبتذل (¬2) من ألفاظ العامة والسوقة ، لأن إرادتهم نفي (¬3) الشك عما كانوا يفعلون ، فلم يصرح به ، وإنما أثبته في غير ما يفعلون .
Shafi 103