ألا ترى أنه لا شك أن التوراة والانجيل والزبور كانت منزلة من عند الله ، وإن لم يثبت فيها الاعجاز .
ومن كلام هذا المهرص (¬1) الكذاب: (( ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى )) .
وحكى: (( لقد من الله على الحبلى ، أخرج منها نسمة تسعى ، من بين صفاق وحشا ، وأحل لها الزنا )) . وهذا الكلام وإن كان سخيفا ، فإنه أسف[ه] مما تقدم من كلامه . والعلة فيه: أنه أدخل فيه شيئا من ألفاظ القرءان ، لأنه أخذ الابتداء من قوله: { ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (1) } [الفيل] ، فجعل (( الحبلى )) مكان { أصحاب الفيل (1) } .
وكذلك فيما حكى من قوله: (( لقد من الله على الحبلى )) ، أخذه من قول الله عز وجل: { لقد من الله على المؤمنين } [البقرة: 164] . فجعل (( الحبلى )) مكان { المؤمنين } .
وقوله: (( أخرج منها نسمة تسعى )) من ألفاظ القرءان إلا قوله: (( نسمة )) ، فاكتسى هذا الفصل ضربا من الزبرج (¬2) ، لما فيه من ألفاظ القرآن .
Shafi 100