وهذه الفصول أبين سخافة ، وأظهر ركاكة ، من أن يحتاج إلى ذكرها في كتابنا هذا ، على أنها ليست مما فيه شبهة على أحد سمعها ، لكنا ذكرناها ليتعجب منها المتعجب !! وليعلم أنه لو كانت للقرآن معارضة في الحقيقة لنقلت ، كما نقل هذا الكلام السخيف الذي لو أراد بعض المتعلمين - الذين تكون بضاعتهم في اللغة مزجاة (¬1) - إيراد أسجاع في هذا المعنى لم يرض لنفسه بمثل هذا .
والرجل - أعني مسيلمة - وإن كان كاذبا وقحا ، فإنه كان رجلا من العرب ، ولم يبلغ به جهله إلى أن يدعي أنه يعارض بمثل هذا الكلام القرءان ، لأنه لو فعل ذلك كان يفتضح بين قومه ، وهو لم يوردها على أنها معارضة ، وإنما كان يوردها على أنها منزلة عليه ، وليس كل ما يقصد أن يدعا فيه أنه منزل من عند الله يمكن أن يقال فيه: إنه معارضة للقرآن ، لأنا لا ندعي إعجاز القرءان من حيث أنه منزل من عند الله تعالى فقط ، بل لأوصاف أخر تخصه .
Shafi 99