والمتوسطات للطرفين يسمونها أجناسا بعضها تحت بعض، ويجعلون كل واحد منها نوعا وجنسا بالقياس إذا نسبوها إلى أشياء مختلفة. فأما التى ترتقى من قبل نوع الأنواع إلى جنس الأجناس، فيقال لها أنواع وأجناس، وأجناس بعضها تحت بعض؛ بمنزلة أغاممنن بن أطرود بن فابس بن طنطالس وآخر ذلك ابن ذيوس. ولكنهم فى النسب يرتقون إلى مبدإ واحد فى أكثر الأمر، وهو ذيوس مثلا. فأما فى الأجناس والأنواع فليس الأمر كذلك، لأن الموجود ليس هو جنسا واحدا عاما لجميعها، ولا كلها متفقة فى جنس واحد، هو أعلى منها، كما نقول: أرسطوطاليس. ولكنا نهب أن الأجناس الأول، على ما فى كتاب المقولات، عشرة، وأنها بمنزلة عشرة مباد أول، ومتى سماها إنسان موجودات، فإنما يسميها باتفاق الاسم، لابالتواطؤ. وذلك أن الموجود لو كان جنسا واحدا عاما لجميعها، لقد كانت تسمى كلها موجودات على طريق التواطؤ. فإذا كانت الأوائل عشرة، فإن الاشتراك بينها هو فى الاسم فقط، لا فى القول الذى بحسب الاسم. فأجناس الأجناس إذن عشرة. فأما أنواع الأنواع فقد توجد فى عدد ما، وليست بغير نهاية.
Shafi 74