فصل الخطاب، لأن من شأن الخطيب والكاتب أن يبدأ أولًا بحمد الله تعالى، والصلاة على رسوله، ثم يقول: (أما بعد)، ويبدأ باقتصاص ما قصد نحوه فيكون قوله: أما بعد فصلًا بين التحميد الذي صدر به، وبين الأمر الذي قصده وحاوله:
وقوله: (فالحمد لله الذي أعاذ الوزير أبا الحسن أيده الله من هذه الرذيلة) يعني عبيد الله بن يحيي بن خاقان، وكان وزير المتوكل، فعمل له ابن قتيبة هذا الكتاب، وتوسل به إليه، فأحسن عبيد الله صلته، واصطنعه وعنى به عند المتوكل، حتى صرفه في بعض أعماله. والرذيلة: ضد الفضيلة. وحباه: خصه والخيم: الطبع.
(والسنن): الطريق. ويقال: تنح عن سسن الطريق، بفتح السين والنون. وعن سنن الطريق، بضم السين وفتح النون وعن سنن الطريق بضم السين والنون، وعن سنة الطريق: يراد بذلك محجته. وقوله: معتلقة: محبة.
وقوله: (وأيديهم فيه إلى الله مظان القبول ممتدة): يريد بالمظان: الأوقات التي يظنون أن الدعاء فيها متقبل، وهي جمع مظنة. قال النابغة:
(فإن مظنة الجهل الشباب)
يريد الوقت الذي يظن فيه الجهل. ومظان: منصوبة على الظرف. والعامل فيه قوله: ممتدة. تقدير الكلام: وأيديهم فيه إلى الله ممتدة مظان القبول. وقوله: (يهجع): ينام. وقوله: (ويلبسه لباس الضمير) أي يظهر عليه حسن معتقده. أخذه من قوله ﷺ: «من أسر سريرة ألبسه الله رداءها».
1 / 67