شم يشم المفتوح الشين (فعل يفعل) على ما توهم لكان شاذًا. وكان يجب أن يدخله في الأفعال التي جاءت على (فعل) بفتح العين في الماضي والمستقبل. وليس فيها حرف حلقي ولا عينًا ولا لامًا، نحو أبي يأبى، وركن يركن ولم يفعل ذلك.
وقوله: (كانت وبالًا على لفظه وعيًا في المحافل):
الوبال: الثقل. والمحافل: المجالس والمواضع التي يجتمع فيها الناس، واحدها محفل بكسر الفاء.
والكن: كل ما ستر الإنسان من بيت ونحوه، وجمعه: أكنان.
وقوله: (فكان ابتداء تفكره آخر عمله، وآخر عمله بدء تفكره): كذا الرواية عنه، وهي عبارة فاسدة، لأنه لم يزد على أن عكس الكلام والثاني هو الأول بعينه. وإنما كان يجب أن يقول: فكان ابتداء تفكره آخر عمله، وآخر تفكره ابتداء عمله، ونحو هذا حتى يصبح الكلام.
ومرادهم بهذا الكلام أن كل محاول لأمر من الأمور، فإنما يقدم أولًا في فكره. الغاية التي يريدها، ثم يفحص عن الأسباب التي توصله إلى تلك الغاية وذلك الغرض، فيقدمها في العمل أولًا فأولًا على مراتبها، حتى يصل في ما سبق إليه أول فكره.
وقوله: (فصل الخطاب): أي بيانه. وأصل الفصل: الفرق بين الشيئين، حتى يمتاز كل واحد منهما من صاحبه. ويسمى كل قول فرق بين الحق والباطل: فصلًا. ومنه قيل للعضو الذي يمتاز من غيره: مفصل وفصل.
وقول الخطيب في خطبته، والكاتب في رسالته: (أما بعد)، يسمى
1 / 66