قرأ أيده الله تعالى جميع ما ذكر قراءة فحص وتحقيق، وأحاط بما اشتملت عليه من كل معنى دقيق، فأبدع في ذلك وأجاد، وبلغ غاية السؤل والمراد، وقد سألني بالإذن له في رواية ما سمعه مني وحفظه عني، وأن أجيز له ما سوى ذلك من مسموعاتي ومستجازاتي، وقد آثرت إسعاده وإجابته إلى ما أراده لما هو عليه من العلم والروع والإتقان، وإن لم أكن ممن يصلح لهذا الشأن، فأجزت له أن يروي عني جميع ما ذكر وغير ذلك مما ثبت لي فيه أي الطرق الرواية غير مشترط عليه إلا ما هو معروف عند أئمة النقل، وإن كان بخل عن الاشتراط لما خصه الله به من العلم والفضل وأكثر قراءتي في التفسير والحديث والعربية والأصول الفقهية والدينية والقواعد المنطقية، وأكثر العلوم الأدبية على حي والده سيدنا وبركتنا وقدوتنا، العلم الإمام شمس هالة العلماء الأعلام، الأسنى الكلام، والقطب الذي يدور عليه لولب أهل الإسلام عز الدين محمد بن يحيى بن بهران أسكنه الله غرف الجنان وألبسه حلل الرضوان.
وقد أجاز لي قدس الله روحه ونور ضريحه أن أروي عنه كل مسموعاته ومستجازاته ومجموعاته مما قرأته عليه، وما لم أقرأه، وقد قرأت على غيره أشياء منها: كتاب التذكرة الفاخرة قرأتها إسرافا على حي سيدنا القاضي العلامة فخر الدين عبد الله بن يحيى الدويد رحمه الله تعالى، والأزهار على حي سيدنا الفقيه العلامة سالم بن المرتضى رحمه الله تعالى، مفتاح الفرائض والوسيط على حي سيدنا القاضي العلامة محمد بن أحمد بن حابس رحمه الله تعالى ، وغير ذلك على غيره وغير هؤلاء المذكورين رحمهم الله تعالى.
وأنا أسأل الله أن يوفقني وإياه بسلوك الهداية ويجعلنا ممن همه الدراية لا الرواية، ويعصمها بفضله وكرمه عن الزلل والغواية، فهو حسبنا ونعم الوكيل، وعلى النبي وآله أفضل الصلاة والتسليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
Shafi 69