207

Ibn Rumi: Rayuwarsa Ta Wajen Waƙoƙinsa

ابن الرومي: حياته من شعره

Nau'ikan

عند حق، أم تراه يقنه؟

هل رأى منك قبيحا بثه

أم رأى منك جميلا دفنه؟

هل لديه لك سر ذائع

أم أمانات غدت محتجنه؟

لكن حيرة ابن الرومي هذه قد ترشدنا إلى أسباب حجبه؛ لأنها ترشدنا إلى بضاعته التي أعدها للمنادمة، وحسب أنه مستحق بها التقريب والمصاحبة، وهي أدوات العلم والبحث والشك في موضع الشك، واليقين في موضع اليقين! وما هي بألزم ما يلزم النديم في مجالس الخلوة فضلا عن مجالس الاحتشام، فقد يستغني النديم عنها كلها بالقدرة على المصانعة ومسايرة الأهواء، في حين أن العلم لا يغنيه عن تلك القدرة، ولا يسد مسدها في مجالس الاحتشام ولا مجالس الإباحة.

بقي حفظ السر وما نظن دعواه فيه مطابقة للحقيقة أو لرأي جلسائه المحتجزين عنه في خلوات الإباحة؛ لأن من كان مثله مطبوعا على «الاعتراف» بعيوبه لا نخاله يمسك لسانه ويحفظ سرا رآه ساعة لهوه، فإذا حجبه الأمراء عن مجالس الخلوة؛ فلأنه لا ينفعهم في تلك المجالس، ولا يؤمن عندهم على أسرارها وما يقع فيها من فلتات اللسان، وبوادر رفع الكلفة، وإرسال النفس على السجية.

لكنهم كانوا يحجبونه أيضا عن المجالس العامة، ولا يقتصرون على حجبة عن المجالس الخاصة، وكانوا يقطعون ما بينه وبينهم حتى تضيق به الدنيا، ويتنمر له كل من ينتمي إليه أو ينتمي إليهم:

تعرفت في أهلي وصحبي وخادمي

هواني عليهم مذ جفاني قاسم

Shafi da ba'a sani ba