Ibn Rumi: Rayuwarsa Ta Wajen Waƙoƙinsa
ابن الرومي: حياته من شعره
Nau'ikan
فيعود يسأل الإذن في المقابلة، ويكتفي به عن سائر المطالب:
بل أنت معفى من جميع حوائجي
إلا لقاءك في السواد الأعظم
لا أبتغي ما كنت أسأل مرة
حسبي بوجهك، فهو أفضل مغنم
قال هذا وقد حجبه القاسم عن لقائه، وأمر الخدم برده، وكان القاسم وأمثاله يمنعونه بعض المنع وفي نفوسهم بعض الرعاية له، وبعض الرضى عنه، فأما إذا غضبوا عليه وصرحوا له بالجفاء فقد كانوا ينبذونه ويوصدون دونه كل باب، ويخلون بينه وبين الحجاب يدعونه ويتصلفون عليه، والحجاب لا يعوزهم التصلف على مستأذن يأمنون العواقب فيه، ويأنسون من سادتهم الرضى بإيذائه؛ فإن الحاجب منافس لكل جليس ينزل من سيده منزلة الخليل والسمير، وهو قائم على الباب مقام الخادم، وهو يود أن يدل عليه بقدرته على الرد والإذن، والإقصاء والتقريب والتمييز في الحفاوة والتعظيم، فكان ابن الرومي في فترات الإقصاء والإعراض يقاسي شديدا من غلظة الحجاب، ويسرع كدأبه إلى شرح ما يلقاه منهم على أبواب الرؤساء المعرضين عنه، وهو شبيه بما يلقاه كل طارق مهيض الجانب من كل حاجب غاضب أو متغاضب:
وكم حاجب غضبان كاسر حاجب
محا الله ما فيه من الكسر بالكسر
عبوس إذا حييته بتحية
فيا لك من كبر! ومن منطق نزر!
Shafi da ba'a sani ba