ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن . وهذه الآية صريحة في الفرق بين الجن والملائكة.»
ولا حاجة بنا إلى إسهاب أو إيجاز في نقل أحاديثهم عن الجن وأسمائها وأجسامها، ومن يأكل منها، وما يأكله أو لا يأكله، فهو على لغوه وخطله ليس له مساس بما نعنيه في هذا السياق.
الفصل الرابع
عباد الشيطان
تخلفت - بعد الأديان الكتابية - نحلة تتسم بالشذوذ المطبق في جميع أطوارها؛ لأنها شاذة في موضوعها، وشاذة في انتسابها إلى أصولها، وشاذة في تلفيق مقوماتها وأركانها، وشاذة في وسائل نشرها والدعوة إليها.
موضوعها شاذ وهو عبادة الشيطان.
وانتسابها إلى أصولها شاذ؛ لأنها تأخذ من الهندية، والمجوسية، والشامانية، واليونانية، وأديان الحضارة الأولى، والأديان الكتابية.
وجميع مقوماتها وأركانها شذوذ في شذوذ؛ لأنها تجمع النقائص في شعائرها، وتعمل أحيانا على مرضاة الشيطان ومرضاة الإله الأعلى بفريضة واحدة.
ووسائل الدعوة إليها شاذة؛ لأنها سرية يبالغون في كتمانها مع امتداد معابدها من آسيا الوسطى إلى أوروبة الغربية وأفريقية الشمالية. ويعجب الناظرون في أمرها من الذي يتولى نشرها، وما بواعثه النفسية أو القومية التي تحضه على نشرها، وهي مع الأديان الأخرى بين موافقة تأباها تلك الأديان، ومناقضة تثيرها عليها؟ •••
ومن العسير أن توضع هذه النحلة في نسق منتظم مع تطور العقائد في مجموعة الأمم الإنسانية، ولكننا نحاول وضعها في مدرجة من هذه الأطوار جهد المستطاع، مع ملاحظة الأصول الجغرافية والعنصرية.
Shafi da ba'a sani ba