Labari Ba Tare da Farko ba ko Karshe

Najib Mahfuz d. 1427 AH
82

Labari Ba Tare da Farko ba ko Karshe

حكاية بلا بداية ولا نهاية

Nau'ikan

وقالت الزوجة وهي تتنهد: امتلأ طريق الخلاء بالفنادق. - وكلها قامت على طراز حديث.

فسأله الأب: أليس لديك احتياطي كاف لتجديد الفندق؟ - لم يعد التجديد بالحل الناجع! - فما الحل إذن؟ - أن يهدم ويبنى من جديد! - ومن أين لك المال اللازم لذلك؟ - لا خيار لنا وإلا تحول الفندق على أيدينا إلى وكالة. - فيم تفكر؟ - في الاقتراض إن أمكن.

فقالت الزوجة: لا تكن متشائما. - لا وقت عندي للتشاؤم. - إنك تنسى أشياء هامة. - حقا؟

فقال الأب: ينقصكم شيء هام كان متوفرا لدينا. - ما هو يا سيدي؟ - الإيمان. - حتى هذا لا ينقصنا. - لا وقت لديك للإيمان، أتدري ماذا فعل الإيمان لنا؟ - ماذا فعل؟ - عثر جدي الفقير ذات يوم في صحن داره على كنز مدفون! - كنز مدفون؟ - كان يدعو الله أن يرزقه فرزقه، وشيد بمال الكنز أول فندق في هذه البقعة. - كان عليه أن يبحث عن صاحبه فيسلمه له! - كان الكنز هدية من الله إليه. - القانون اليوم يعتبر قبول مثل هذه الهدية نوعا من النهب! - اللعنة، إنكم تمارسون النهب بألف وسيلة ووسيلة. - معذرة يا سيدي، أتريدني على أن أسأل الله الرزق حتى أعثر على كنز مدفون؟ - ولن تعثر عليه مهما فعلت. - حقا! - لأن الإيمان لا يفتعل.

فنظر الزوج إلى زوجته وسألها: أهذا ما تعقدين به الأمل؟

فأجابت ببرود: ذاك مجد لم نعد له أهلا. - حسن. - ولكنا نملك ثروة أخرى. - حقا؟ - أبناءنا! - إنهم الهم الذي قصم ظهري. - ولكنهم غدا سيسعون إلى أصحاب الفنادق الجديدة بأسباب النسب والعمل! - يا له من خيال! - سيتجسد حقيقة صلبة. - يا له من خيال طموح! - بل علينا أن نيسر لهم سبيل العلم في أعلى درجاته. - أخشى أن نموت في أثناء ذلك جوعا. - إنه سباق مرير ولكن الفوز فيه للصابرين.

فقال الأب: ينقصكما الإيمان.

فقال الزوج: لا مجال اليوم للحلم بالكنوز المدفونة. - لن أشهد الصيف القادم، هذا ما أشعر به.

وقام بصعوبة، ثم مضى إلى الداخل وهو يقول: السعيد حقا من يرحل عن هذه الدنيا.

وما لبثت الزوجة أن ذهبت أيضا ولكنها رجعت بعد دقائق بزجاجة بيرة مثلجة وقدحين. ملأتهما والظلام يتجسد متمتمة: أنعش فؤادك.

Shafi da ba'a sani ba