وهذا ما لا يمكن يابني في أهل القرى لأن أهل القرى لا يقدر بعضهم عن الإعتزال عن بعض، لأنهم في سكك ودور وبناء، مع طيب البادية يابني وصحة الأبدان فيها وغذائها، وطيب نسيم رياحها وصفاء هوائها ومائها، وما فرش الله فيها فيما لا تبلغه فرش الملوك من رمالها وبطحائها التي ليست فيها ولا قربها أنتان ولا أنجاس، ولا يغشاها ولا يقاربها من لا حياء له ممن في القرى من غوغاء الناس.
ومع ما في البادية يابني من المناظر الحسنة من الشجر المختلف والنبات، والدواب من الوحوش الهاملات، وخلوة القلب بالفكر فيما وضع الله لخلقه من العبر والآيات، وما يرون فيها ويعاينون من الجبال التي نصبها الله الشوامخ الراسيات، وما في أهلها وسكانها من فصيح الكلام واللغات، ومعرفة من جاورهم بغريب العربية والبلاغات.
Shafi 82