فقد لعمري فاض في زماننا وقبله بحين طويل اللئام فيضا، وغيظ الكرام غيظا فأعنز عفر يابني كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جبل وعر خير من ملك بني النضر، وبنو النضر يابني هم قريش، فأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن الأعنز العفر، والسكنى بها في الجبل الوعر، خير لأهل التقوى والبر من الاختلاط في مثل هذا الزمان وما أشبهه بأهل المنكر والشر.
ولم يزل عقاب الله يابني فيما مضى إنما يقع بالأمم في المدن والقرى، وكذلك وعيد الله فإنما هو لهم، قال الله لا شريك له: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون(97)أوأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون(98)أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون(99)} [الأعراف: 98].
وقال تبارك وتعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} [الكهف: 59]، وقال تبارك وتعالى في موضع آخر وهو يذكر عذابه لأهل القرى: {وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون} [الأعراف: 4]، وقال عز وجل في موضع رابع من كتابه: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما ءاخرين} [الأنبياء: 11].
Shafi 80