وكذلك روت العامة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((كان إذا كان في أيام الشتاء والمطر تبدى))، ثم قالت عائشة وغيرها إلى هذه التلاع والشعاب إلى حول المدينة.
وقالوا: إنه كان صلى الله عليه وآله وسلم يتبدأ إلى أطراف تراعها([25]) ونواحي البادية حولها.
وذكروا في الخبر عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول بعد مهاجرته، وبعد إعزاز الله له وظهور حكمه وأمره، وهو يرغب من معه وحوله في التخلي والتفرد، والاعتزال في الشعاب والبادية والتنحي : ((إن أغبط الناس عندي لمؤمن في بطن واد من هذه الأودية، أو شعب من هذه الشعاب، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، حتى تأتيه الوفاة)).
هذا يابني قوله وترغيبه في اعتزال الناس في أيامه ومع ظهور حكمه، والناس يومئذ هم الناس ليس فيهم الآفات والعاهات التي في البشر اليوم ولا الأدناس.
وذكر عنه صلى الله عليه وآله وسلم ما لا اختلاف بين العلماء الأخيار فيه أنه قال عليه السلام: ((إذا كان المطر قيظا([26]) والولد غيظا([27]) وفاض اللئام([28]) فيضا، وغيظ الكرام غيظا، فأعنز عفر([29]) في جبل وعر، خير من ملك بني النضر))، وهذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صفة أزمنة تكون بعده، ومنها الزمان الذي نحن وأنتم يابني فيه.
Shafi 79