وقال تبارك وتعالى في موضع ثالث من محكم كتابه: {أم نجعل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار} [ص: 28]، وحاشا الله العدل الحكيم أن يكون من عصاه وفجر في دينه كالمطيعين الأبرار، وقال في موضع رابع في محكم كتابه، وهو يخبر عن حكمه الذي لا يحكم أبدا بغيره بين عباده: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21] وما نزل في القرآن من حكمه بالعقاب على أهل المعصية، وحكمه بالثواب والعفو لأهل التقوى والطاعة أبين وأوضح، وأكثر وأظهر من أن يعمى عنه إلا من خدع نفسه وغرها، ومات عقله وهلك ودمر.
وإنما يابني جرى هذا التبيين مني والكلام في هذا الموضع لأن لا تغلطوا في مثل ما غلطت فيه من التمني على الله جهلة العوام.
Shafi 70