المحرم أوله الجمعة في يوم السبت تاسعه استقر الشيخ علي المالكي القادم قبل من دمشق في قضاء الإسكندرية.
صفر أوله الأحد في يوم الاثنين تسعه استقر في قضاء الحنفية بدمشق فحص من ذرية الإمام يقال له حميد الدين بعد عزل الشمس الصفدي.
وبلغ السلطان الخبر - يعني خبر المماليك العشراوات - فأرسل إليهم مقدم المماليك الطواشي عبد اللطيف يتكلم معهم في عمل صالهم فأبوا وصمموا على إثارة فتنة وطلبوا ما لا يمكن فعله واستمروا على ما هم عليه بحيث امتنع الناس من الدخول إلى السلطان إلا النادر وصار أمرهم في زيادة على أن القرانيص الذين بالقاهرة عليهم في الظاهر والباطن إلى الله واستمروا على ذلك إلى ليلة الأربعاء وكسروا باب الزردخانة وأخذوا منها شيئا كثيرا من السلاح الهائل وبلغ ذلك السلطان فطلب القرانيص إلى عند بباب السلسلة وندبهم لقتالهم قنعه من حصر من الأمراء وخوفه عاقب ذلك مع كون القرانيص لم توافقه على ما ندبهم إليه لعلمهم بعدم سهولته عليه بآخر الأمر كل ذلك والجلبان على حالهم من منع الناس من الطلوع حتى أن السلطان طلب كاتب السر ابن البارزي فلم يستطع الطلوع من باب المدرج فرام الطلوع من باب الميدان الذي تحت القلعة ففطن به بعض الجلبان والقرانيص فضربه بالدبوس يريد أعلاه فنجده بعض الحاضرين وخلصه حتى ساق فرسه والدم على ثيابه من شجة أصابته وطلع القلعة على هيفة مزعجة ووقع منهم في حق أستاذهم من الشناعة والبهدلة ما لا مزيد عليه واستمر إلى يوم الجمعة عشرينه فسكنت الفتنة لاختلاف بينهم.
1 / 70