الكتاب: حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور
المؤلف: ابن تغري بردي، جمال الدين يوسف بن عبد الله (المتوفى: ٨٧٤هـ)
تحقيق: د/ محمد كمال الدين عز الدين
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: الأولى، ١٤١٠ هـ - ١٩٩٠ م
عدد الأجزاء: ٢
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
_________
(تنبيه: النسخة الإلكترونية ناقصة جدا عن المطبوعة بل فيها حذف واختصار وتصرف في كل فقرة تقريبا)
Shafi da ba'a sani ba
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مدبر الدهور ومدول الأيام والشهور المان بكرمه المتفضل بإحسانه حمدا كثيرا كما ينبغي لعظيم شأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وسيد البشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أبي بكر الصديق ومن بالتاريخ أمر وعلى بقية الصحابة أجمعين وعلى التابعين إلى يوم الدين.
أما بعد فلما كان شيخنا الإمام الأستاذ العالم العلامة المتفنن رأس المحدثين وعمدة المؤرخين تقي الدين أحمد بن علي المقريز الشافعي أيقن من حرر تاريخ الزمان وأضبط من ألف في هذا الشأن وأجل تحفة استفرعها وعمدة ابتدعها كتابه المسمى بالسلوك في معرفة دول الملوك قد انتهى فيه إلى أواخر سنة أربع وأربعين وثماني مائة وهي السنة التي توفي فيها ولم يكن من بعده من يعول عليه في هذا الفن ولا من يرجع إليه إلا الشيخ الإمام العالم العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمود العيني الحنفي فأردت أن أعلم حقيقة أمره في هذا المعنى ونظرت فيما يعلقه في تلك الأيام فإذا به كثير الغلطات والأوهام وذلك لكبر سنة واختلاط عقله وذهنه بحيث أن الشخص لا تمكنه الفائدة من ذلك إلا بعد تعب كثير لاختلاف الضبط وعدم التحرير فلما رأيت
1 / 51
ذلك أحببت أن أحيى هذه السنة بكتابة تاريخ يعقب موت الشيخ تقي الدين المقريزي وجعلته كالذيل على كتاب السلوك المذكور وسميته " حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور " ورتبته على السنين والشهور والأيام وجعلت ابتدائي فيه من افتتاح سنة خمسة وأربعين وثماني مائة لكن لم أسلك فيه طريق الشيخ المقريزي في تطويل الحوادث في السنة وقصر التراجم في الوفيات، بل أطنبتُ في الحوادث وأوسعت في التراجم، لتكثر الفائدة من الطرفين، وما وجدتَه مختصرًا من التراجم راجع فيه كتابنا (المنهل الصافي) فإني هناك شفيت الغلة وأزحت العلة والله أسأل أن يوقفني لما يرضيه ويعينني على ما شرعت فيه إنه الميسر لكل عسير وهو على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 / 52
سنة خمس وأربعين وثماني مائة
استهلت والخليفة المعتضد بالله أبو الفتح داود وهو مريض والسلطان بالديار المصرية والأقطار الحجازية والبلاد الشامية أبو سعيد جقمق والقضاة الشافعي حافظ العصر الشهاب ابن حجر العسقلاني والحنفي سعد الدين ابن الدبرص والمالكي البدر العيني ابن التنسي والحنبلي البدر البغدادي ولمحتسب البدر العيني والأمراء الاتابك بشبك السودوني المشد وأمير سلاح تمراز القرمشي الظاهري برقوق وأمير مجلس جربلش قاشق
1 / 53
وأمير آخور كبير قراقجا الحسني ورأس نوبة النوب تمرباي التمربغاوي وحاجب الحجاب تنبك البردبكي الدوادار الكبير تغري بردي البكلمشي لموذي ورأس مقدمي الألوف الناصري محمد ابن السلطان ثم جماعة أخر وجميع أرباب الوظائف من المذكورين وغيرهم من أمراء الألوف وعدتهم اثنا عشر أميرا على النصف مما كان في سالف الأعصار وأما وظيفة خازندار فقد أبطلها الأشرف برسباي في سنة أحد ى وثلاثين عند ما أخرج إقطاع قرا مراد خجا الشعباني الظاهري برقوق ونفاه إلى القدس وهي الآن تتولاها الأجناد فلا حاجة نذكر من يليها والخازندار قانبك الاشرفي أحد العشرات وهو
1 / 54
مريض وشاد الشربخاناة قاتباي الجركسي أحد أمراء الطبلخانات والوردكاش تغري برمش السيفي يشبك بن ازدمر ونائب القلعة ممجق النوروزي وامير آخور ثاني جرباش كرد ورأس نوبة ثاني يلخجا من مامش الناصري الساقي والحاجب الثاني سودون السودوني الظاهري برقوق والدوادار الثاني دولات باي المحمودي المؤيدي والزمام والخازندار الصفي جوهر القنقبائي ومقدم المماليك السلطانية عبد اللطيف المنجكي الرومي عرف بالعثماني ونائبه جوهر المنجكي والوالي قراجا العمري مباشرو الدولة كاتب السر الكمال ابن البارزي وناطر
1 / 55
الجيش المحب ابن الأشقر والوزير كريم الدين ابن كاتب المناخ والاستادار قيز طوغان العلائي وناظر الخاص الجمالي يوسف ابن كاتب جكم ونائب كاتب السر الشف الأشقر وناظر الدولة الأمين إبراهيم ابن الهيصم وناظر ديوان المفرد الزيني يحيى الأشقر وناظر الإسطبلات التقي ابن نصر الله وكاتب المماليك فرج بن ماجد ابن النحال.
نواب البلاد فالشام جلبان السيفي اينال حطب عرف بأمير آخور وحلب قاتباي الحمزاوي وطرابلس برسباي الناصري الحاجب وحماة بردبك الجمكي النجمي
1 / 56
الأعور وصفد قاتباي الأبو بكري الناصري عرف بالبهلوان وغزة طوخ الأبوبكري المؤيدي والكرك مازي الظاهري برقوق وملطية خليل بن شاهين الشيخي والقدس طوغان العثماني وحمص بيغوت من صفر خجا المؤيدي الأعرج.
المحرم أوله الأحد لم يقع فيه شيء من الحوادث وكذا صفر وفي أوله وفي النيل ستة عشر ذراعا ونزل الناصري محمد ربيع الأول ابن السلطان من القلعة حتى عدا النيل وخلق المقياس ثم عاد وفتح خليج السد ثم ركب وطلع القلعة فخلع عليه أبوه خلعة عظيمة على العادة وللصلاح الصفدي ﵀ (البسيط)
قَالُوا عَلاَ نيلُ مصْرَ في زيَادَته ... حَتَّى لقَدْ بَلَغَ الأعْرَامَ حينَ طَمَا
فَقُلْتُ هذَا عَجِيَبْ في بِلادكُمُ ... مِنَ ابْنِ سِتَّةَ عَشْرَ يَبْلُعُ الْهرمَا
1 / 57
وفي يوم الخميس سلخه استقر العز عبد العزيز البغدادي في قضاء الحنابلة بدمشق عودما عن الزين عمر بن مفلح بحكم عزله ربيع الآخر لم يقع فيه شيء
1 / 58
سنة ست أربعين وثماني مائة
استهلت وسائر الولاة على حالهم إلا الخليفة فهو المستكفي بالله أبو الربيع سليمان.
1 / 69
المحرم أوله الجمعة في يوم السبت تاسعه استقر الشيخ علي المالكي القادم قبل من دمشق في قضاء الإسكندرية.
صفر أوله الأحد في يوم الاثنين تسعه استقر في قضاء الحنفية بدمشق فحص من ذرية الإمام يقال له حميد الدين بعد عزل الشمس الصفدي.
وبلغ السلطان الخبر - يعني خبر المماليك العشراوات - فأرسل إليهم مقدم المماليك الطواشي عبد اللطيف يتكلم معهم في عمل صالهم فأبوا وصمموا على إثارة فتنة وطلبوا ما لا يمكن فعله واستمروا على ما هم عليه بحيث امتنع الناس من الدخول إلى السلطان إلا النادر وصار أمرهم في زيادة على أن القرانيص الذين بالقاهرة عليهم في الظاهر والباطن إلى الله واستمروا على ذلك إلى ليلة الأربعاء وكسروا باب الزردخانة وأخذوا منها شيئا كثيرا من السلاح الهائل وبلغ ذلك السلطان فطلب القرانيص إلى عند بباب السلسلة وندبهم لقتالهم قنعه من حصر من الأمراء وخوفه عاقب ذلك مع كون القرانيص لم توافقه على ما ندبهم إليه لعلمهم بعدم سهولته عليه بآخر الأمر كل ذلك والجلبان على حالهم من منع الناس من الطلوع حتى أن السلطان طلب كاتب السر ابن البارزي فلم يستطع الطلوع من باب المدرج فرام الطلوع من باب الميدان الذي تحت القلعة ففطن به بعض الجلبان والقرانيص فضربه بالدبوس يريد أعلاه فنجده بعض الحاضرين وخلصه حتى ساق فرسه والدم على ثيابه من شجة أصابته وطلع القلعة على هيفة مزعجة ووقع منهم في حق أستاذهم من الشناعة والبهدلة ما لا مزيد عليه واستمر إلى يوم الجمعة عشرينه فسكنت الفتنة لاختلاف بينهم.
1 / 70
ربيع الأول أوله الثلاثاء وفي يوم الاثنين رابع عشره وفي النيل ونزل المقام الناصري محمد ابن السلطان من القلعة في وجوه الدولة حتى عدا النيل وخلق المقياس ثم فتح خليج السد وركب إلى القلعة فخلع عليه أبو فوقانيا بطرز ذهب ولله در ابن النقيب مضمنا (البسيط)
لله يَوْمُ الْوَفَا والنَّاسٌُ قد جَمَعُوا ... كَالرَّوْص قُضْفُوا على نَهْرِ أزاهر
وَللْوفَاء عَمُودْ مِنْ أصَابِعِهِ ... مُخَلَّقْ تَمْلاُ الدُّنْيَا بْشَائُرهُ
وفي يوم الاثنين حادي عشرينه ندب السلطان تغري برمش السيفي يشبك من ازدمر الزردكاش لتجهيز حاله ويتوجه لحصار
1 / 71
قيسارية ومعه آلات الحرب والحصار من المكاحل والمناجيق وغيرها وأعطاه خمسمائة دينار وسافر بعد أيام إلى حلب ثم عاد إلى مصر من غير توجه لقيسارية ولا غيرها.
ربيع الآخر أول الأربعاء وفي ليلة الخميس ثالث عشرينه قبض على جماعة من مماليك تغري بردي المؤذي الدوادار الكبير كانوا عزموا على قتل أستاذهم وحصروه في هذه الليلة إلى أن طلع النهار وبلغ السلطان ذلك فأرسل إليهم جماع من رؤوس النوب فمسكوا منهم جماعة كثيرين فأرسل إليهم جماعة من رؤوس النوب فمسكوا منهم جماعة كثيرين وضربوهم ضربا مبرحا ثم أرسل به استأذنهم إلى المقشرة مع الوالي.
1 / 72
واستقر ابن الرسام في نظر جيش حلب بعد عزل الزين السفاح.
1 / 73
وفي يوم الجمعة تاسعه سافر الزيني ابن الكويز إلى القدس بطالا بعد أن أخذ منه شيء كثير من الذهب.
وفي يوم الأحد حادي عشره استقر القاي نور الدين علي بن سالم أحد نواب الشافعية في قضاء صفد.
وفي يوم الأحد ثامن عشرة طلب السلطان خازندار تغرى برمش نائب حلب ودواداره ورأس نوبته وضربهم ضربا مبرحا ثم أمر إلى البلاد الشامية ثم أمر كاتب المماليك بمحو اسم اثني عشر مملوكا من المماليك المعينين قبل إلى مكة لعدم حضرهم فشفع فيهم بعض الأمراء فردهم لما كانوا عليه.
جمادى الآخرة أوله السبت وفي يوم السبت وفي يوم الأحد ثانيه خلع على العلاء ابن اقبرس ناظر الأوقاف باستقراره في مشيخة خانقاة قوصون التي بالقرافة الصغرى عوضا عن المعين عبد اللطيف ابن الأشقر نائب السر بغير طريق شرعي.
وفي يوم السبت ثامنه وصلت تقدمه نائب الشام جلبان وقدمت إلى السلطان وهي تشتمل على نحو مائتي فرس منها ثلاثة بسروج ذهب وكنابيش وعشرة مماليك
1 / 74
وأشياء كثيرة من الصوف والفراء والثياب البعلبكي والمخمل والقسي وعشرة آلاف دينار فيما قيل رجب أوله الاثنين في يوم الاثنين عشريه استقر شيخ الإسلام ابن حجرة في مشيخة قبة الشافعي بعد عزل العلاء القلقشندي وفي يوم الخميس الخامس عشريه حضر جماعة من عرب نجد إلى القاهرة كان السلطان أرسل بطلبهم ليولى كبيرهم آمرة المدينة النبوية تكون من أهل السنة قمعًا للرافضة فأنزلهم السلطان بالميدان وأكرمهم لكن لم يتم للسلطان ما أراده لغرض بعض أهل الدولة شعبان أوله الثلاثاء وفيه حضرت قصاد أولاده شاه رخ بن تيمورلنك فعمل لهم السلطان الخدمة بالقصر الكبير من القلعة وابطل خدمة الإيوان.
شوال أوله السبت وفي يوم الاثنين
1 / 75
ذو اقعدة: أوله الاثنين
وفي خامس عشرة رسم لشيخ الإسلام ابن حجر بلزوم بيته واستقر التقى عبد الرحمان بن تاج الدين ابن نصر الله في نظر الإسطبل عوضا عن الشمس نصر الله عرف بالوزه وفي يوم الخميس أعيد شيخ الإسلام ابن حجر إلى القضاء على عادته.
1 / 76
ذو الحجة أوله الثلاثاء في يوم الاثنين رابع عشره لخلع على طوغان العثماني نائب القدس كان بعوده إليها على عادته بعد أن كان صودر ونفي إلى حلب.
1 / 77
سنة سبع وأربعين وثمانمائة
استهلت وبقي على حالها في التي قبلها إلا الدوادار الكبير فأنه اينال العلائي الناصري.
المحرم أوله الخميس في يوم الجمعة ثانيه أمر السلطان بحبس الفرنج القادمين من رودس وجماعة من النصارى أيضا في المقشرة فحبس المحرم الجميع بها وفي يوم السبت عاشره استقر السراج الحمصي في قضاء الشافعية بطرابلس بعد عزل الشهاب ابن الزهري وأضيف إليه نظر جيشها وفي أوائل المحرم نقل الجمال الباعوني إلى قضاء دمشق بعد عزل الشمس الونائي واستقر في قضاء حلب الشمس ابن الخرزص.
1 / 89
ربيع الآخر أوله الاثنين في يوم السبت سادسه وفي النيل ونزل المقام الناصري فخلق المقياس وفتح السد على العادة ثم خلع عليه وللنصير المناوي (الكامل)
اَلنّيلُ قَاَل وَقوْلُهُ ... إذْ قَاَل ملْء مَسَامِعِي
فِي غَيْظِ مَنْ طَلَبَ الْغَلاَ ... عَمَّ البِلاَدَ مَنَافِعِي
وَعُيُونُهُمْ بَعْدَ الْوَفَا ... قَلَّعْتُهَا بِأصابِعِي
جمادى الأولى أوله الثلاثاء فيه قدم الزين عمر ابن السفاح القاهرة وحطط الناصري نائب قلعة حلب وغريب استدار السلطان بها بطلب منه فلما حصروا بين يديه رسم عليهم تغرى برمش الفقيه نائب القلعة وأمره مخاشنتهم والاحتفاظ عليهم وبحبسهم بالبرج فأخذهم عنده وطلب منهم الأموال التي تصفوا فيها من مال تغرى برمش نائب حلب لما عصى وخرج على السلطان وكان ما طلبه
1 / 93