سورة فاتحة الكتاب
سورة الفاتحة
قوله: (سورة فاتحة الكتاب) السورة طائفة من القرآن مترجمة وأقلها ثلاث آيات والآيات طائفة من القرآن أقلها ستة أحرف صورة نحو الرحمن فإنه آية إن جعل خبر مبتدأ محذوف، ومعنى الترجمة هو المسماة باسم فإن بعض القرآن قد لا يسمى باسم مخصوص إلا أنه يتناول الطائفة التي تسمى باسم مخصوص كالحزب والعشر والآية فاحترز عنها بقوله أقلها ثلاث آيات. والسورة في الأصل اسم لكل منزلة من منازل البناء وطبقاتها وسميت الطائفة المذكورة سورة لكونها منزلة بعد منزلة مقطوعة عن الأخرى وأقصر السور سورة الكوثر لأنها أقل حروفا من السور التي هي ثلاث آيات. والفاتحة في الأصل صفة ثم نقلت من الوصفية وجعلت اسما لأول الشيء لأن فتح الشيء والدخول فيه إنما يكون بملابسة الجزء الأول منه فكان أول الشيء كالفاتح له بهذا الاعتبار، فسميت السورة الأولى من الكتاب الكريم فاتحة الكتاب لذلك. والتاء فيها للنقل من الوصفية إلى الإسمية لا للتأنيث الموصوف المقدر كالقطعة مثلا إذ لا حاجة إلى تقديره وإضافة السورة إلى فاتحة الكتاب من قبل إضافة فاتحة الكتاب لامية كما في قولك: جزء الشيء ويد زيد لا بمعنى «من» لأن المضاف إليه ليس كليا صادقا على المضاف كما في خاتم فضة، وما أضيف إليه الفاتحة ههنا وهو الكتاب ليس كليا صادقا على الفاتحة بل هو كل مركب من الفاتحة وسائر السور لأن
Shafi 23