الفصل العشرون
فندق برج الحمام الأحمر
بعد ذلك بعدة ليال، كان آثوس وبورثوس وأراميس ممتطين جيادهم ويسيرون الهوينى في طريقهم إلى المعسكر من فندق في القرية المجاورة، فإذا بهم يسمعون وقع حوافر خيول قادمة. وكانوا ثلاثتهم مسلحين تسليحا كاملا، ولكنهم لا يعرفون ما إذا كان الراكبون القادمون أصدقاء، أو أعداء، فتوقفوا عن السير وانضموا معا في وسط الطريق. وفي تلك اللحظة، أضاء القمر من خلف سحابة فأبصروا فارسين. وفي اللحظة ذاتها، أبصر القادمان الرفاق الثلاثة فتوقفا، وبدا أنهما لم يقررا بعد ماذا سيفعلان؛ هل يستمران في طريقهما أم يعودان؟
وبالطبع، كان هذا التردد كافيا لإيقاظ الشكوك في نفوس الفرسان الذين لا يهابون شيئا، فصاح آثوس على الفور: «من هناك؟» فأجاب أحد الراكبين: «من أنت؟»
قال آثوس: «ليس هذا ردا! من الذي يسير هناك؟ أجيبا، وإلا فسنهجم عليكما.»
رد صوت بدا أنه معتاد مثل تلك الأمور: «يجب أن تأخذوا حذركم، أيها السادة.»
قال آثوس لرفيقيه: «من الجائز أن يكون هذا ضابطا ذا رتبة رفيعة يقوم بالتفتيش ليلا. ماذا تقترحان أن نفعل؟»
كرر الصوت الآخر قوله: «من أنتم؟ أجيبوا وإلا فستندمون على عصيانكم!»
قال آثوس وقد تأكد من أن لهذا المتكلم حق السؤال أكثر منهم: «فرسان الملك.» «من أية فرقة؟» «من فرقة السيد دي تريفي.» «تقدموا وأخبروني ماذا تعملون هنا في مثل هذا الوقت؟»
تقدم الرفاق الثلاثة إلى الأمام قليلا وفي بطء، فرأوا المتكلم على بعد بضع خطوات أمام زميله، فأشار آثوس إلى بورثوس وأراميس بأن يتوقفا، وسار بجواده، وحده، إلى الأمام.
Shafi da ba'a sani ba