قال دارتانيان: «ماذا تقول، أيها الخسيس؟»
قال: «أعطيتني العصير، وطلبت مني أن أشربه. أردت أن تأخذ بثأرك!»
قال دارتانيان: «أقسم بشرفي أنني لم أكن أعرف أن العصير مسموم!»
غير أنه لم تكن ثمة فائدة من أن يزيد على قوله هذا؛ إذ مات ذلك الرجل من فوره.
استدار دارتانيان نحو ضيفيه، وقال: «أرجوكما ألا تتفوها بشيء مما حدث. قد تكون لأناس ذوي سلطان عظيم يد في هذا الأمر، ومن الأسلم لكما ألا تكون لكما صلة به.»
وعد الحارسان بألا يذكرا هذا الأمر لأي إنسان، ثم لما رأيا رغبة الأصدقاء الأربعة في الانفراد معا، استأذنا وانصرفا.
قال آثوس: «فلنترك هذه الحجرة، ونأكل في مكان آخر؛ فليس من المستحب وجود الموتى عند تناول الطعام!»
قال دارتانيان وهو مغادر: «أي بلانشيه، أترك جثة هذا الرجل في عهدتك. استدع أحدا وادفنه. إنه في الحقيقة اقترف جريمة، ولكنه ندم عليها.»
وجلس الأربعة في حجرة بالطابق العلوي، وتناولوا طعاما شهيا قدمه لهم صاحب الفندق، وشربوا الماء الذي أحضره لهم آثوس بنفسه، من البئر التي خلف الفندق.
وبينما يتناولون وجبتهم البسيطة، روى دارتانيان لأصدقائه الثلاثة، ما حدث في المحاولتين السابقتين، من إطلاق النار عليه.
Shafi da ba'a sani ba