استطرد آثوس يقول: «ولا أنت، يا بورثوس؟» «لم يحدث!»
قال دارتانيان: «حيث إنكم لم ترسلوه، فمن المؤكد أن جود قد أرسله باسمكم.»
قال بورثوس: «مهما يكن مصدره، فهيا نحتسيه.»
قال آثوس بإصرار: «لا، لن نشرب بغباء عصيرا لا نعرف مصدره.»
قال دارتانيان: «ألم تطلبوا من جودو أن يرسل لي بعض العصير؟» «نعم، لم نطلب. ولماذا تظننا طلبنا منه ذلك؟»
أطلعهم دارتانيان على المذكرة وهو يقول : «ها هو الخطاب الذي جاء مع العصير.»
قال آثوس بصوت مضطرب: «لا يمكن أن يكون هذا الخطاب منه. أضف إلى ذلك، أننا لم نتناول العشاء معه منذ عدة شهور. إذن، فهذا الخطاب زائف!»
صمت الأربعة، وكل منهم يجول بخاطره ما يراه من أفكار. وكان دارتانيان هو أول من خرج عن صمته، فصاح قائلا: «ميلادي! أيمكن أن تكون هذه مؤامرة أخرى على حياتي؟» قال هذا، وانطلق فجأة إلى حجرة المائدة، يتبعه أصدقاؤه الثلاثة والضيفان.
كان أول من وقع عليه نظر دارتانيان حين دخل الحجرة، بريزمون وهو يتدحرج على الأرض في ألم ممض، على حين يحاول كل من بلانشيه وفورو إسعافه، وهما شاحبا اللون يرتجفان، ولكن من الواضح أن ذلك الرجل كان يحتضر.
تأوه بريزمون حين وقع بصره على دارتانيان، وقال: «رباه! بعد أن تظاهرت بالعفو عني، ها أنت ذا تقتلني بالسم!»
Shafi da ba'a sani ba