ومعنى الغلبة: اختصاصه ببعض أفراده بحيث لا يحتاج في الدلالة عليه إلى قرينة كما أن (أسود) كان موضوعا لكل ما فيه سواد ثم كثر استعماله في الحية السوداء بحيث لا يحتاج في الفهم عنه إلى قرينة " فلذلك " المذكور، من اشتراط أصالة الوصفية وعدم مضرة الغلبة " صرف " لعدم أصالة الوصفية " أربع في " قولهم " مررت بنسوة أربع وامتنع " من الصرف لعدم مضرة الغلبة " أسود وأرقم " حيث صارا اسمين " للحية " الأول للحية السوداء، والثاني للحية التي فيها سواد وبياض " وأدهم " حيث صار اسما " للقيد " من الحديد، لما فيه من الدهمة، [1/ 224]
أعني: السواد، فإن هذه الأسماء وإن خرجت عن الوصفية لغلبة الاسمية لكنها بحسب أصل الوضع أوصاف لم يهجر استعمالها في معانيها الأصلية أيضا بالكلية فالمانع من الصرف في هذه الأسماء: الصفة الأصلية ووزن الفعل.
وأما عند استعمالها في معانيها الأصلية فلا اشكال في منع صرفها لوزن الفعل والوصف في الأصل والحال. " وضعف منع أفعى " اسما " للحية " على زعم وصفيته لتوهم اشتقاقه من الفعوة التي هي الخبث " و" كذلك منع " أجدل للصقر " على زعم وصفيته لتوهم اشتقاقه من الجدل بمعنى القوة " وأخبيل للطائر " أي: لطائر ذي خيلان على زعم وصفيته لتوهم اشتقاقه من الخال، ووجه ضعف منع الصرف في هذه الأسماء عدم الجزم بكونها أوصافا أصلية 19/ب فإنها لم يقصد بها المعاني الوصفية مطلقا لا في الأصل ولا في الحال مع أن الأصل في الاسم الصرف.
Shafi 214