[1/ 191]
فالمقصود من معرفة المعرب مثلا، أن يعرف أنه مما يختلف آخره في كلامهم ليجعل آخره مختلفا فيطابق كلامهم. فمعرفته متقدمة على معرفة أنه مما يختلف آخره، فلو كان معرفته المتقدمة حاصلة بمعرفة هذا الاختلاف وتعريفه به، وجب أن يعرف أولا بأنه مما يختلف آخره في كلام العرب، ليعرف أنه مما يختلف آخره فيلزم تقدم الشيء على نفسه. فينبغي أن يعرف أولا بغير ما عرفه به الجمهور ويجعل ما عرفوه به من جملة أحكامه كما فعله المصنف. و" حكمه " أي: من جملة أحكام المعرب، وآثاره المترتبة عليه من حيث هو معرب، " أن يختلف آخره " أي: الحرف الذي هو آخر المعرب ذاتا، بأن يتبدل حرف بحرف آخر حقيقة أو حكما، إذا كان إعرابه بالحروف أو صفة بأن يتبدل صفة بصفة أخرى حقيقة أو حكما، إذا كان إعرابه بالحركة. " باختلاف العوامل " أي: بسبب اختلاف العوامل الداخلة عليه في العمل، بأن يعمل بعض منها خلاف ما يعمل البعض الآخر، وإنما خصصنا اختلافها بكونه في العمل، لئلا ينتقض بمثل قولنا: " إن زيدا مضروب " " وإني ضربت زيدا "، و" إني ضارب زيدا " فإن العامل في (زيد) في هذه الصور مختلف بالاسمية والفعلية والحرفية مع أن آخر المعرب لم يختلف باختلافه.
Shafi 181