اعلم أن صاحب الكشاف جعل الأسماء المعدودة العارية عن المشابهة المذكورة معربة. وليس النزاع في المعرب الذي هو اسم مفعول من قولك: (أعربت الكلمة) فإن ذلك لا يحصل إلا بإجراء الإعراب على آخر الكلمة بعد التركيب، بل النزاع في المعرب اصطلاحا، فاعتبر العلامة مجرد الصلاحية، لاستحقاق [1/ 190]
الإعراب بعد التركيب، وهو الظاهر من كلام الإمام عبد القاهر واعتبر المصنف مع وجود الصلاحية حصول الاستحقاق بالفعل، ولهذا أخذ التركيب في تعريفه، وأما وجود الإعراب بالفعل في كون الاسم معربا، فلم يعتبره أحد. ولذلك يقال: لم تعرب الكلمة وهي معربة. وإنما عدل المصنف عما هو مشهور عند الجمهور من أن المعرب: ما اختلف آخره باختلاف العوامل، لأن الغرض من تدوين علم النحو أن يعرف به أحوال أواخر الكلم في التركيب من لم يتتبع لغة العرب، ولم يعرف أحكامها بالسماع منهم، فإن العارف بأحكامها، كذلك مستغن عن النحو ولا فائدة له معتدا بها في معرفة اصطلاحاتهم.
Shafi 180