33

Fatawa al-Iraqi

فتاوى العراقي

Bincike

حمزة أحمد فرحان

Mai Buga Littafi

دار الفتح

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1430 AH

ولا بد أن نتعرّض لذكر أهم تلك المدارس والجوامع وأحوالهما.

المدارس:

وهي كثيرة، وأغلبها في القاهرة، ثم مصر. وأهمها:

- المدرسة الشريفة: بمدينة مصر، وكانت تعرف بالمدرسة الناصرية، ثم عرفت بـ(ابن زين التجار)، ثم بالمدرسة الشريفة، بناها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب سنة ست وستين وخمسمائة، وأنشأها مدرسة برسم الفقهاء الشافعية، وكان حينئذ يتولى وزارة مصر للخليفة العاضد، وهي أول مدرسة عُملت بديار مصر(١).

- المدرسة الصالحية: بمدينة القاهرة، بناها الملك الصالح نجم الدين أيوب، ورتّب فيها دروساً أربعة للفقهاء المنتمين إلى المذاهب الأربعة سنة إحدى وأربعين وستمائة(٢).

- المدرسة الكاملية: في القاهرة، وتُعرف بدار الحديث الكاملية، أنشأها السلطان الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك العادل ابن مروان سنة اثنتين وعشرين وستمائة، وهي ثاني دار عُملت للحديث على وجه الأرض بعد التي بناها الملك العادل نور الدين زنكي بدمشق. فوقفها - أي الكاملية - على المشتغلين بالحديث، ثم من بعدهم على الفقهاء الشافعية. وممّن درّس بها الحافظ عبد العظيم المنذري(٣)، وما برحت بيد أعيان الفقهاء إلى أن كانت الحوادث والمِحَن منذ سنة ست وثمانمائة، فتلاشت شيئاً فشيئاً(٤).

(١) المقريزي، الخطط ٤/ ٤٨٠.

(٢) المقريزي، الخطط ٤ /٢١٧.

(٣) هو الحافظ زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري الشامي ثم المصري (٥٨١- ٦٥٦هـ) روى عنه الدمياطي وابن دقيق العيد، وولي مشيخة دار الحديث الكاملية وانقطع بها عشرين سنة يصنّف ويفيد. قال عنه الذهبي: لم يكن في زمانه أحفظ منه (ابن قاضي شُهبة، طبقات الشافعية، ٤٤٢/٢-٤٤٤، الترجمة ٤١٣، والسيوطي، طبقات الحفّاظ، ص ٥٠٤ -٥٠٥، الترجمة ١١١٠).

(٤) المقريزي، الخطط ٢١٩/٤.

31