لمن طلل عافى المحل دفين ... "عفا عهده إلا خوالد جون١"
فابتدأ بقوله خوالد جون، وحذف الخبر وتقديره فإن الأمين لا يفضله. على أن الناس من رواه "إلا النبي الطاهر الميمون" فنصب اللفظتين الأوليين على الاستثناء من الموجب ونعته، ورفع الميمون على حذف المبتدأ، تقديره هو الميمون، ويجوز في الوصف إذا كرر أن يتبع وأن يستأنف.
١٣- قال المصنف: "وقد خفي على أبي الطيب المتنبي أمر ظاهر، فقال يصف ناقة:
وتكرمت ركباتها عن مبرك ... تقعان فيه وليس مسكا أذ فرا
فجمع في حال التثنية فقال ركباتها عن مبرك تقعان فيه وليس للناقة إلا ركبتان"٢.
أقول إن هذا من اتساع العرب ومذاهبها غير بعيد، كقولهم: امرأة ذات أوراك، وركان، وقال الشاعر:
ولا رهل لباته وبآدله٣ وقد جاء مثله في حكم داود وسليمان في الغنم التي نفشث في الحرث وكنا لحكمهم شاهدين.
_________
١ من أبيات له في مدح الأمين، منها:
ولي عهد ما له قرين ... ولا له شبه ولا خدين
أستغفر الله بلى هارون ... يا خير من كان ومن يكون
إلا النبي الطاهر الميمون ... زلت له الدنيا وعز الدين
٢ التصويب من ديوان المتنبي ١/ ٣٦٨ ومن المثل السائر ١/ ٥٥.
٣ هذا هو الشطر الثاني من البيت: ط
فتى قد قد السيف لا متضائل ... ولا رهل لباته وأباجله
وهو من قصيدة لزينب بنت الطثرية في رثاء أخيها:
"شرح الحماسة للمرزوقي ٣/ ١٠٤٦".
رهل: مسترخ. اللبات: المراد الصدر. الأباجل: جمع أبجل وهو عرق في باطن الذراع وعرق غليظ في الرجل.
وعلى رواية "بآدله" فإنها جمع بأدلة وهي لخمة الإبط والثندوة.
4 / 46