المجلس ضربًا شديدًا حتى خاف منه السلطان محمد مراد خان وختم القرآن في مدة يسيرة، ففرح بذلك والده السلطان مراد، وأرسل إلى الكوراني أموالًا عظيمة (١).
ثانيًا: المقريزي:
أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن تميم بن عبد الصمد المحيوي، الحسيني، العبيدي، البعلي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة، ويعرف بابن المقريزي، تقي الدين، شهاب الدين، أبو العباس، محدث، مؤرخ، مشارك في بعض العلوم.
ولد بالقاهرة سنة (٧٦٩ هـ) وقيل: (٧٦٦ هـ) ونشأ بها، وتفقه
على مذهب أبي حنيفة، واشتغل في العلوم التي كانت معروفة في عصره.
ونظم ونثر، وولي حسبة القاهرة، وألف كتبًا كثيرة حتى قيل: إنها زادت على مائتي مجلدة كبار، وإن شيوخه بلغت ستمائة نفس، ومن مؤلفاته: "المواعظ"، و"الاعتبار بذكر الخطط والآثار"، و"درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة"، و"مجمع الفرائد ومنبع الفوائد"، و"إمتاع الأسماع فيما للنبي ﷺ من الحفدة والمتاع"، و"الخبر عن البشر"، و"السلوك في معرفة دول الملوك"، وغير ذلك، وقد ذكر المقريزي نفسه أنه قرأ على الكوراني "صحيح مسلم"، و"الشاطبية"، فظهر له منه براعة وفصاحة،
_________
(١) راجع: الشقائق النعمانية: ص/ ٥١ - ٥٢، ٧٠ - ٧١، ١٦٥، والبدر الطالع: ٢/ ٢٦٩، والفوائد البهية: ص/٤٨.
1 / 51