فتحها في يوم الأربعاء سنة (٨٥٧ هـ) من جمادى الآخرة، واستقر بها هو ومَنْ بعده من السلاطين، وبنى بها المدارس الثمان المشهورة، وكان مائلًا إلى العلماء، مقرِّبًا لهم يخلطهم بنفسه، ويأخذ عنهم في كل علم، ويحسن إليهم ويستجلبهم من الأقطار النائية، ويراسلهم ويفرح إذا دخل إلى مملكته واحد منهم، وله معهم أخبار مبسوطة في "الشقائق النعمانية" عند ذكر علماء دولته، وتوفي سنة (٨٨٦ هـ).
وقد أخذ تعلمه وتعليمه في صباه على الشهاب الكوراني عندما قدم من مصر على السلطان مراد خان، وكان ولده محمد المذكور غائبًا في ذلك الوقت ببلدة مغنيا، وقد أرسل إليه والده عددًا من المعلمين، ولم يمتثل أمرهم، ولم يقرأ شيئًا، حتى إنه لم يختم القرآن، فطلب السلطان المذكور رجلًا له مهابة وحدة، فذكروا له الكوراني، فجعله معلمًا لولده محمد، وأعطاه بيده قضيبًا يضربه بذلك إذا خالف أمره، فذهب إليه، فدخل عليه والقضيب بيده، فقال: أرسلني والدك للتعليم وللضرب إذا خالفت أمري، فضحك السلطان محمد خان من هذا الكلام، فضربه الكوراني في ذلك
_________
= الشرق، والشمال، وجانبها الغربي والجنوبي في البر، وذكر أن لها نحوًا من مائة باب، وقد حاول المسلمون في القرن الأول فتحها، ولكنه لم يتم لهم ذلك نظرًا لموقعها الاستراتيجي، وحصانتها المتمكنة، وجوها البارد، ثم تم فتحها على يد المترجم له ﵀.
راجع: معجم البلدان: ٤/ ٣٤٧، ومراصد الاطلاع: ٣/ ١٠٩٢، والبداية والنهاية لابن كثير: ٨/ ٢٤، ٢٧، ٣٠، ٣١، ٣٢.
1 / 50