Nazarin Kan Gabatarwar Ibn Khaldun
دراسات عن مقدمة ابن خلدون
Nau'ikan
وأما النقد الخارجي، فهو البحث عن أجوبة هذه الأسئلة عن طريقة درس نسخ المقدمة المختلفة، وإظهار الفروق الموجودة بينها، مع تحري الأسباب التي يمكن إرجاع هذه الفروق إليها.
فلندرس المقدمة على كل واحدة من هاتين الطريقتين على حدة؛ لنتوصل إلى حل المسائل التي سردناها آنفا.
3 (1)
عندما ندرس المقدمة بإمعان نجد فيها بعض الفقرات التي لا مجال للشك في أنها كتبت قبل هجرة ابن خلدون إلى مصر، وبعض الفقرات التي - بعكس ذلك - يمكن الجزم بأنها كتبت بعد هجرته إلى مصر.
مثلا قد جاء في الديباجة بعد ذكر أقسام الكتاب: «ثم كانت الرحلة إلى المشرق؛ لاجتناء أنواره وقضاء الفرض والسنة في مطافه ومزاره، والوقوف على آثاره في دواوينه وأسفاره؛ فزدت ما نقص من أخبار ملوك العجم في تلك الديار» (ص6).
فلا مجال للشك في أن هذه الفقرة كتبت بعد النزوح إلى مصر.
في حين أنه جاء في أواخر البحث الذي يشرح فضل علم التاريخ: «وأنا ذاكر في كتابي هذا ما أمكنني منه في هذا القطر المغربي؛ لاختصاص قصدي في التأليف بالمغرب وأحواله وأجياله وأممه، وذكر ممالكه ودوله دون ما سواه من الأقطار؛ لعدم اطلاعي على أحوال المشرق وأممه» (ص32).
ولا مجال للشك في أن هذه الفقرات مكتوبة قبل الهجرة إلى مصر.
إننا نجد في مختلف فصول الكتاب بعض الفقرات التي تلائم المثال الأول، وبعض الفقرات التي تنسجم مع المثال الثاني.
فإننا نقرأ - مثلا - في فصل العلوم العقلية وأصنافها العبارة التالية: «يبلغنا عن أهل المشرق أن بضائع العلوم لم تزل عندهم موفورة» (ص381).
Shafi da ba'a sani ba