وفي هذه السنة مات المظفر في شهر رمضان وكان ملكة ستا وأربعين سنة وعشرة أشهر وإحدى عشر يوما وعاش بعدة من أولاده الذكور خمسة رجال عمر الأشرف وداود المؤيد وإبراهيم [الواثق](1) وحسن المسعود وأيوب المنصور.
ولما علم المؤيد بموت والده، وكان يومئذ بالشحر، رجع من الشحر يريد اليمن طالبا للملك، فلما قرب من اليمن، وصله كتاب من أخيه المنصور يحذره من القدوم إلى جهة اليمن، وعرض عليه حصن السمدان(2) وكان يومئذ بيده، فشكر له ذلك وبقي مترددا وصمم على التقدم، واحتال في أخذ عدن فأخذه وتقدم إلى لحج(3) وأبين(4) فاستولى عليهما، وعظمت هيبته في اليمن الأسفل، فجهز الملك الأشرف ولده الناصر لقتاله(5) وجهز بعده الأمير علي بن عبدالله الحمزي من البلاد العليا وتابع العساكر(6) إلى ولده الناصر(7) فوقعت بينهم وقعة كبيرة، انفضوا فيها على [أسر] الملك المؤيد وولديه، ونهبت عساكره وخزانته، فأرسل الأشرف بالمؤيد وولديه إلى حصن تعز محبوسين(8).
وفي سنة ست وتسعين وستمائة توفي السلطان الأشرف عمر بن يوسف بن عمر بن علي بن رسول، في شهر المحرم منها، وكان ولده الناصر في القحمة والعادل في صنعاء، فاتفقت الآراء على إطلاق المؤيد من الحبس، وأن يكون قائما بالسلطنة، فقصدوه إلى محبسة بتعز، ونصبوه إماما لهم.
Shafi 133