واعلموا أن محبة هؤلاء المبتدعين كمحبة اليهود، فإن اليهود قالت: الملك لا يكون إلا في آل داود وأن هؤلاء قالوا: إن الإمامة لاتكون إلا في آل علي بن أبي طالب -عليهم السلام- وأن رسول الله قال: ((الأئمة من قريش))(1)، وأن اليهود يؤخرون الصلاة حتى يخرج وقتها وأن(2) هؤلاء كذلك والله تعالى ورسوله أمر بإقامة الصلاة في أوقاتها، وهؤلاء خالفوا، ولا يرون الطلاق الثلاث في مجلس واحد، وأن اليهود تبغض جبريل -عليه السلام- ويقولون: هو عدونا وأن فرقة من هؤلاء قالت: إن جبريل غلط بالوحي من علي إلى محمد ويبغضونه لذلك في أمور كثيرة يكثر تعدادها، وأن اليهود سئلت من خير أهل ملتكم؟، فقالوا: أصحاب موسى، وسئلت النصارى من خير أهل ملتكم؟، فقالوا: أصحاب عيسى، وهؤلاء المبتدعة سئلوا من شر أهل ملتكم؟، فقالوا: أصحاب محمد، وأن اليهود والنصارى قالوا: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، وأن هؤلاء قالوا: نحن أهل الجنة، ومن أراد أن ينظر إلى [رجل من](3) أهل الجنة فلينظر إلى من كان على مذهبنا، وزادوا على اليهود والنصارى بزعمهم أن من دخل في مذهبهم فقد ضمنوا له بالجنة، فإن كان صحيحا ما يزعمون فليتمنوا الموت إن كانوا صادقين، فإن الدنيا دار بلوى وأن الله تعالى أنزل في اليهود والنصارى آيات كثيرة نشير إلى بعضها قال الله تعالى: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة} إلى قوله: {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}[البقرة:80،82]، وقوله تعالى: {قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة} إلى قوله: {والله بصير بما يعملون}[البقرة:94،96]، إلى قوله تعالى: {قل ياأيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت} إلى قوله: {فننبئكم بما كنتم تعملون}[الجمعة: 6-8]، [346] وأنه صح عن رسول الله أنه قال: ((لن يدخل الجنة أحد إلا برحمة الله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته))(1)، أو كما قال فهذا ما أردنا كشفه من شبههم وربما أن فيه كفاية، وهو متضمن للتنبيه على ما فيه نهاية، وفي بعض الأخبار أنه روي عن رسول الله أنه قال لعلي -رضي الله عنه- ذات يوم: ((يا علي أنت في الجنة)) ثلاث مرات ((وسيأتي بعدي قوم يقال لهم: الرافضة فإذا لقيتهم فاقتلهم فإنهم مشركون)). قالوا: يا رسول الله، ما علامتهم؟ قال : ((لا يرون جمعة ولا جماعة ويسبون أصحابي))(2).
وقال: ((القدرية مجوس هذه الأمة(3)).
قالوا: من القدرية؟
قال: ((الذين يقولون لا قدر)) أو كما قال فلازموا أيها الناس على الكتاب والسنة والجمعة والجماعة وعلى مذهب أهل السنة وما عليه السلف الصالح من الأمة، واحذروا أن يستفزكم الشيطان والهوى ويخرجاكم من مذهبكم، وما أشكل عليكم فاسألوا عنه العلماء نفع الله بهم وردوه إلى الله والرسول. تم كلام صاحب الرسالة [بياض](4)، رجع الكلام إلى سياقه.
خبر السلطان المظفر.
وفي سنة أربع وستين أخذ السلطان المظفر حصن المصنعة وعزان وأعطى [الأميرين](5) عبدالله بن يحيى بن حمزة، وأحمد بن محمد بن حاتم ثلاثين ألف دينار وسلموا الحصنين.
Shafi 128