ومما يدلك على كذبهم وافترائهم بشهادتهم أن الفقيه حسين بن أبي بكر(1) -رحمه الله- كان على مذهبهم وحاش(2) لله وكلا فإن مكاتباته إلى الفقيه علي بن عطيه الشغدري(3) وإلى الفقيه محمد بن عبدالله الحارثي(4)، وإلى السلطان الملك المظفر، شاهدات بأن مذهبه مذهب الشافعي -رضي الله عنه-، ودليل كذبهم أنهم لم يدركوه، بل مات قبل ظهورهم جميعهم ومن خالطه(5) شك أو ريب في مذهب الحسين بن أبي بكر نفع الله به، فليسأل الفقيه أحمد العدواني(6) الساكن في جهات الهجرين(7) فإنه ممن صحب الفقيه حسين صحبة محققة وأدركه، وأنتم لا تشكون في صلاح هذا الفقيه ولا في ديانته ولا في كبر سنه.
[345] معاشر المسلمين رحمكم الله، اعلموا أنه لا يمكن استقصاء شبههم وأراجيفهم في مثل هذه الورقة ولا يسع ذلك إلا جمع كتاب مستقل وسأكشف شيئا من [الذي](1) يتمسكون به من الذي قد موهوا به عليكم، قال تعالى {إنا كل شيء خلقناه بقدر}[القمر:49]، وهؤلاء يقولون بخلاف ذلك، والرسول -صلى الله عليه وآله- يقول: ((كل شيء بقضاء وقدر حتى العجز والكيس))(2)، والله يقول {والله خلقكم وما تعملون}[ الصافات: 96]، وهؤلاء يقولون : خلقنا الله ولم يخلق أعمالنا، والله تعالى يقول: {وما تشاءون إلا أن يشاء الله}[الإنسان: 30]، وهؤلاء يقولون: نفعل ما نشاء وإن لم يشأ الله، والله تعالى يقول:{خالق كل شيء}[الأنعام:102]، وهؤلاء يقولون: نحن نخلق أعمالنا، والله تعالى أنزل فريضة الجمعة في كتابه العزيز وهؤلاء ضيعوا فريضة الله، والرسول أمر بالجماعة في الصلاة وهؤلاء تركوها، والله تعالى يقول في كتابه: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه}[التوبة:100]، وهؤلاء لا يقولون: رضي الله عن جماعة ولم يرض عن جميعهم والرسول يشهد للعشرة -رضي الله عنهم- بالجنة، وهؤلاء قالوا: ما نشهد إلا لأهل البيت وحدهم، والله تعالى أثنى على كافة السابقين في الاسلام وشرط على التابعين أن يتبعوهم بإحسان وأن يتبعوهم بالدعاء لهم والترضي عنهم، وهؤلاء يسبونهم ويلعنونهم.
Shafi 126