معاشر المسلمين هداكم الله، عافاكم الله، ما هذه العقائد التي اتبعتموها!؟، وما هذه المذاهب التي ابتدعتموها!؟، وما هذه الأحداث التي في دين الاسلام أحدثتموها، وما هذه الأهواء التي أضلتكم فاتبعتموها!؟، هل استخففتم بكتاب الله وسنة رسول الله أو استهزأتم بمذهبكم مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي الذي هو على الكتاب والسنة، وليس له ظاهر ولا باطن بل هو كله أصله كالشمس الشارقة، وحججة كالسيوف البارقة. فتمسكوا أيها الناس بمذهبكم وأرجعوا إليه، وتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، ولايهولنكم كلام أهل البدع، ولا نهيهم ولا تمويههم، ولا دعاويهم الباطلة، ولا يخدعوكم بشبههم، وأثبتوا على مذهب [أهل](1) الكتاب والسنة الذين تمسكوا بما في كتاب الله تعالى، واتبعوا ما صح من السنة بالأسانيد الصحيحة، التي تلقتها الأمة بالقبول عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واعلموا أيها الناس أن هؤلاء المبتدعة ابتدعوا أشياء اتبعوا فيها أهواءهم، واستعاروا معاني من كتاب الله وأحاديث من أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأضافوا ذلك إلى مذهب أهل البيت -عليهم السلام-، ونسبوا مذهبهم إلى زيد بن علي -رضي الله عنه-، وأنه والله العظيم(2) بريء منهم ومن مذهبهم(3) ومما نسبوه إليه في الدنيا والآخرة وكتبهم شاهدة بذلك عليهم، واعلموا أن أهل هذا المذهب شرذمة قليلة أصله في الشرق، وأن مذهب أهل السنة هو الذي عليه الجم الغفير من لدن رسول الله -صلى الله عليه وآله- وأهل بيته كافة وأصحابه والخلفاء الراشدين، والعلماء والأئمة أعني أئمة الدين.
Shafi 124