بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي خلق الخلق لما أراد وأحياهم ورزقهم وأصحهم وأسقمهم وابتلاهم كيف شاء وأراد، ثم يميتهم ثم يحييهم ثم يحاسبهم بما علم وأراد، ثم يدخلهم الجنة أو النار أو الشقاوة أو السعادة، لما(1) يسبق منه فيهم من أمره الذي ليس له راد، وكلف من عقل من خلقه من الشرائع والأحكام ما أراد، كل ذلك بغير علم ولا إرادة ولا مشورة لأحد من العباد، بل انفرد بالحكم والخلق والأمر والنهي والإرادة والتقدير لما أراد، سخط من سخط، ورضي من رضي من العباد تعالى الله عن(2) أن يكون في ملكه ما لا يشاء، أو أن يطاع[344] [أو](3) أن يعصى، قهرا فسبحانه سبحانه، لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون، خلق الخلق، وخلق ما يعملون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، ونحمده على نعمته وهدايته، ونعوذ به من مكره وعقوبته، ونسأله أن يحرس عقائدنا من ظلمات التشكيك والترديد، وأن لا يضلنا باتباع الهوى، الذي أضل به كثيرا من العبيد، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لا إله لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله، وحبيبه وصفيه، أرسله إلى كافة الخلق، داعيا إلى الحق -صلوات الله عليه- وعلى آله وأصحابه البررة الكرام، صلاة وتسليما يدومان مدى الليالي والأيام .
Shafi 123